للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف الإخلاص]

الإخلاص لله عز وجل يراد به: أن يبتغي الإنسان بعمله وقوله وجه الله عز وجل، فلا ينظر إلى المخلوقين؛ وإنما يبتغي بعمله وجه الله جل وعلا، وهذا يقتضي ترك الرياء والبعد عنه، والإقبال بالكلية على الله عز وجل، فيُقصد بالإخلاص إفراد الحق جل وعلا بالقصد والطاعة.

ويراد به: نسيان رؤية المخلوقين بدوام رؤية الخالق جل وعلا وما يقرب إليه.

ويراد به: العمل لله عز وجل دون شائبة، ودون رياء وسمعة، ودون طلب لثناء الناس ومحمدتهم، وإطرائهم.

فالإخلاص لله عز وجل إذا كان بهذه المثابة فإنه شاقٌ على النفوس، وعظيمٌ على القلوب، ولا يقوم به إلا نفرٌ قليلٌ من الأمة؛ لأن الشيطان أعاذنا الله منه يجري من ابن آدم مجرى الدم، ويزين له الأمور التي تناقض شرع الله، ويبين للإنسان حسن عمله عند الناس، وأنه يعمل العمل ليبحث عن الشهرة أو ليبحث عن الثناء، أو لتتردد أصداء أعماله وأقواله في مجالس الناس، فهذا يقتضي أن يكون العبد على حذرٍ من عدو الله وعدوه، بأن يروض نفسه على الإخلاص لوجه الله جل وعلا، ابتغاءً لثواب الله، وطلباً لمرضاة الله، وبحثاً عن رضى الله جل وعلا وما يقرب إلى جنته، وبعداً عن زواجره سبحانه، وما يقرب من ناره أعاذنا الله وإياكم منها.