وكان رحمه الله لا يرى التأليف، كان رحمه الله مع غزارة علمه، وسعة إدراكه، وأنه بحرٌ في كثيرٍ من العلوم وموسوعي المعارف والعلوم لكنه كان لا يحب التأليف.
كان الطلاب يأتونه ويقولون له: يا شيخ عبد الرزاق! لماذا لا تؤلف؟ فكان رحمه الله، يهز كتفه ويقول: حاجتنا إلى القراءة والإطلاع أكثر من حاجتنا إلى التأليف، وهذا صحيح، فالأرفف اليوم كثيرة وممتلئة من الكتب، والعالَم تؤلف والمطابع تنشر، وأصبح عالَم التأليف اليوم عالَم مليء بالعجائب.
أين الناس الذين هم على عشرين سنة وعلى ثلاثين سنة وعلى أقل وأكثر في المراحل الجامعية والثانوية؟ أصبحوا الآن مؤلفين، وأصبحوا يردون على غيرهم في عددٍ من المسائل، ينبغي أن يستفيد هؤلاء من منهجٍ أولئك رحمهم الله، وأنا مع مخالفتي للشيخ رحمه الله في هذه المسألة إلا أنني لا أرى أن يتصدر الإنسان في التأليف، ولكن عليه أن يؤلف، وعليه أن ينشر علمه حتى يستفيد الناس منه، ومدار ذلك على إخلاص النية، وعلى نية المؤلف، فالشيخ رحمه الله كان لا يحب التأليف وكان يقول: عندنا من الكتب ما يكفي ولم يترك الأول للآخِر شيئاً.
ما عُرف عنه من الكتب والتراث العلمي إلا أشياء قليلة، لكنها تكتَب بماء الذهب، وهي الآن لو تولاها العلماء وطلاب العلم شرحاً وتعليقاً لؤلِّف منها مجلدات منها: مذكرة في التوحيد درِّست في المعاهد العلمية والكليات، وهي مذكرة في بيان توحيد العبادة، التوحيد الصحيح الذي هو حق الله على العبيد في عالمٍ يموج اليوم بسائر المعبودات من دون الله تبارك وتعالى.