للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رحلة الشيخ عبد الرزاق في طلب العلم]

لقد منَّ الله على الشيخ رحمه الله منذُ صباه ومنذُ صغره بالحافظة وبالرعاية السليمة وبالذكاء المتوقد وبميله إلى الحفظ مع الفَهم، فكان رحمه الله حافظاً لكتاب الله، حافظاً للمتون العلمية في العقيدة والحديث والفقه وغير ذلك من الأمور.

ثم بعد أن درس في المدارس الابتدائية، أو ما يُعرف بالكتاتيب التي تحفِّظ كتاب الله عز وجل والقراءة والكتابة، التحق رحمه الله بالأزهر وأنهى الدراسة العليا متخصصاً في الفقه وأصوله، والعالِمية -وهي الشهادة التي تسمى عندنا اليوم: شهادة الدكتوراه- ودرس في الأزهر بعد تخرجه بمعهد الإسكندرية عليه رحمة الله.

وقد تدرج الشيخ رحمه الله في سلك التعليم فدرس في المعاهد الأزهرية التي تمثل مثلما يمثل عندنا اليوم المدارس المتوسطة والثانوية ثم التحق بجامعة الأزهر -قبل أن تكون جامعة يوم أن كانت جامعاً أزهراً- وتخرج منها مع كوكبةٍ من علماء الأزهر القدامى.

فالشيخ رحمه الله أثناء تحصيله في مستواه الثانوي والإعدادي، وفي مستواه الجامعي كان معروفاً رحمه الله بالحرص على التحصيل والمناقشة والرغبة في الفائدة والأخذ من العلماء والاستفادة منهم عليه رحمة الله.

وتخرج من الجامع الأزهر ونال الشهادة العالية، التي هي بمثابة ما يسمى اليوم بالليسانس أو بالبكالوريوس، ثم أخذ التخصص الذي هو الماجستير، ثم نال الشهادة العالمية العالية وهي بما يسمى اليوم وبما يوازي عندنا اليوم شهادة الدكتوراه، فقد بلغ رحمه الله من مراحل التعليم أجلَّها وأعظمها وأكبرها في عالَم شهادات اليوم، لكنه ليس طالب شهادة رحمه الله، ولم يكن يعترف بهذه الأمور، بل كان حريصاً على العلم، وحريصاً على التحصيل وعلى المواصلة حتى في آخر حياته رحمه الله، حتى وهو على مرضه، كان يُسأل وكان يَسأل، وكان يحرص على التحصيل والإفادة عليه رحمة الله.

أيها الأحبة: هذه رحلةٌ زمنية من عمر شيخنا رحمه الله، وهي تمثل الرحلة العلمية النظامية التي كان الشيخ رحمه الله فيها مبدعاً، وكان قد بَزَّ أقرانه، وكان يشار إليه بالبنان بين زملائه ومجالسيه وتلاميذه وأقرانه.