للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل شهر رمضان]

عباد الله: تعيشون هذه الأيام شهراً كريماً، وموسماً عظيماً، تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الخطايا والسيئات، وترفع فيه الدرجات وتقال العثرات، إنه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:١٨٥].

شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فيه ليلة خير من ألف شهر، أعطيت فيه هذه الأمة خمس خصال لم تعطهن أمة من الأمم قبلها: خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته، وتصفد فيه مردة الشياطين، ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه، كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: {من صام هذا الشهر إيماناً واحتسباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه}، كما صح في ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي هذا الشهر الكريم تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران.

وكم في رمضان من المحامد والفضائل والخيرات والبركات، فيجب على المسلمين اغتنام أيامه الغر، ولياليه المباركة بالأعمال الصالحة، وكثرة العبادة، والصلاة، وتلاوة القرآن وتدبره، والإحسان والصدقة، والدعاء والاستغفار، ونحو ذلك.