كما يتأكد في حق المسلمين الذين نشئوا على أمور تخالف العقيدة؛ أن يفتحوا صفحة جديدة من موسم الحج -الذي هو دعوة لتصحيح العقيدة- ويبدءوا صفحة جديدة في حياتهم، فيعلقوا جميع أمورهم بالله، فلا يجوز في شريعة الإسلام أن يتجه المسلم إلى غير الله جل وعلا، في طلب حاجة أو في قضاء مهمة أو في تفريج كربة وما إلى ذلك من الأمور، فالسؤال لله، والدعاء لله وحده، والآمال والآلام ينبغي أن يتوجه بها إلى الله جل وعلا الذي يكشف الضر، ويجلب الخير ويدفع الشر، لا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه جل وعلا.
فمن الخطأ العظيم ومن المحادة لله ورسوله أن يشرك بالله غيره، وأن يدخل مع الله سبحانه تعالى شريك، ولله عز وجل المثل الأعلى الذي لا يشركه فيه أحد جل وعلا {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}[النساء:٣٦]{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء:٢٣].
وهذه أيها الإخوة الكرام: القاعدة التي ينبغي أن نعيها وأن نعيشها بعد موسم الحج وفي موسم الحج وأثنائه، وقبل موسم الحج، أعني أنها ينبغي أن ترتبط بحياة المسلم من حياته إلى وفاته، إذ ليس في دين الإسلام مناسبات لله ومناسبات لغير الله، وأوقات يتوجه بها إلى الله وأوقات أخر يتوجه بها إلى غير الله كما يفعله كثير من جهلة المسلمين.
فدين الإسلام -يا إخوة الإسلام- مبني على تحقيق العبادة لله وحده، العبادة التي تعايش المسلم وتخالط روحه وقلبه وحياته كلها إلى أن يتوفاه الله قال الله:{وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران:١٠٢].