للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمور مهمة نحتاجها في الإخلاص]

أيها الإخوة! إن موضوع الإخلاص موضوعٌ مهم وأنا لن أطيل عليكم في هذه الكلمة ويكفي أني أشرت إلى أمورٍ مهمة ينبغي أن نتواصى فيها.

أولاً: ينبغي أن يُعنى بهذه القضية المهمة على جميع المستويات في أمور الدعوة، ليست القضايا -فقط- قضايا أخلاق، ولا قضايا سلوك، ولا قضايا فكرية معينة، وإنما القضية قضية إخلاص منهج، وعقيدة خالصة لوجه الله تبارك وتعالى، وهذا هو المنهج الصحيح يوم أن تعثَّرت المناهج الوافدة، ويوم أن أصبحت كثيرٌ من الاهتمامات يقع فيها الناس تعثراً ووقوعاً فيما لا يرضي، فينبغي على المسلم أن يكون على منهجٍ سليم، وأن يتواصى طلبة العلم، والدعاة إلى الله، والشباب المسلم، والآباء، والأمهات، والتجار، والأغنياء، والفقراء، والمأمورون، والأمراء، كلٌ في عمله، إخلاصاً لوجه الله تبارك وتعالى.

هذا الأمر المهم! أن يُخلص العمل لوجه الله كلٌ في موقعه، أنا لا أعمل للأمير الفلاني أو للوزير أو للمسئول عني في العمل، وإنما أبتغي قبل كل شيء رضا الله تبارك وتعالى، ثم مع إخلاص المسلم لله عز وجل لا يُنافي هذا أن يكون مُخلصاً في عمله، فيكون له النصيب الأكبر والقدح المُعلا في وظيفته وعمله، وتكون له السمعة الطيبة والشهرة، لكنها ليست مقصودة، هذه أتت وهي راغمة عندما أخلص العبد لوجه الله عز وجل.

ولهذا ينبغي أن نتواصى في هذا الأمر، وفي أنفسنا، وأن نحسن النية في إخواننا المسلمين، وألا نسيء الظن بأحدٍ من المسلمين، فلا نقول: هذا إنسان منافق، أو هذا إنسان يقصد بكلامه كذا وكذا، أو هذا إنسان يريد دنيا أو يريد منصباً، أو يريد جاهاً؛ لأن المقاصد علمها عند الله، ولا يجوز لنا أن نحكم على مقاصد المسلمين أو على نياتهم، فالنيات لا يعلمها إلا الله، والناس يقعون في الأعراض، لكن يجب على المؤمن ألا يقع في الأعراض، وإن وقع فليستغفر لإخوانه المسلمين، وليدع لهم بظهر الغيب، وليحسن النية، وليحسن القصد في إخوانه المسلمين، لا سيما طلاب العلم والدعاة إلى الله.