للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتاب الله هو المخرج من الفتن]

إخوة الإسلام: وإننا اليوم لفي زمنٍ كثرت فيه الفتن، وتلاطمت فيه الأفكار والمبادئ، وتحكمت فيه الشهوات، وكثرت الشبهات، وتعددت التساؤلات والتحديات، وكثر دعاة البدع والمنكرات، وإنه لا خلاص من هذا كله ولا تقوية لأزر، ولا رسوخ لقدم، ولا أنسَ لنفس، ولا تسلية لروح، ولا تحقيق لوعد، ولا أمن لانعقادٍ، ولا ثبوت لمعتقد، ولا بقاء لذكرٍ وأثرٍ طيب؛ إلا بأن يتجه المسلمون جميعاً، شعوباً ودولاً، شباباً ودولاً، رجالاً ونساءً، علماء وعامة، اتجاهاً صحيحاً بكامل أحاسيسهم ومشاعرهم، بقلوبهم وقوالبهم، إلى كتاب الله تلاوة وتدبراً، وتعلماً وعملاً وتطبيقاً.

فهو المعين العذب الصافي الذي لا ينضب ولا يأسن أبداً، والكنز الوافر الذي لا يزيده الإنفاق إلا جدة وكثرة، ولا تكرار التلاوة إلا حلاوة ورغبة، بيد أنه لا يمنح كنوزه إلا لمن أقبل عليه بقلبه، وألقى سمعه وهو شهيد، وإننا اليوم في عصر وفي زمانٍ أعرض فيه كثيرٌ من الناس عن القرآن، فمن تأمل حياة كثيرٍ من الناس اليوم وجد أنها لا تمُت إلى القرآن بصلة، ولا تتصل به والعياذ بالله! فما أكثر المخالفات الموجودة، وما أعظم الواجبات المفقودة!

سبحان الله! أين المسلمون اليوم عن هذا القرآن العظيم؟ أين شباب المسلمين عن هذا الكتاب الكريم؟ إنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

أين النساء المسلمات من تعاليم القرآن التي تحث على الحجاب ولزوم الحياء ولزوم الحشمة، وتحذر من التبرج والسفور والاختلاط؟!