للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تحقيق العبودية معيار للعزة]

العبادة أيها الإخوة الكرام! معناها -كما سمعنا وكما علمنا- واسع وجامع، يدخل فيها كل قول، وكل عمل، وكل فعل، وكل خلق، وكل سلوك، وكل أمر يعمله الإنسان، أو يقوله، أو يتلفظ به، أو يقوم به ابتغاء وجه الله فيما يحبه الله ويرضاه، وهذا أمر مهم من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، والكلام في هذا في الحقيقة يطول، ويستحق محاضرة كاملة، لكني أنبه على أهمية هذا الأمر، وأنبه أيضاً على أن شرف الإنسان ومكانته إنما هو في الحقيقة بقيامه بعبادة الله، بقيامه بطاعة الله جل وعلا في كل أمر شرعه الله سبحانه وتعالى، فليست الكرامة، وليست العزة، وليست السعادة هي في أمور هذه الحياة، المناصب تزول، المراكب، المشتهيات، المطعومات، المشروبات، كلها عرضٌ زائلٌ، فلا يبقى إلا القيام بالعبادة لله جل وعلا، القيام بالأعمال الصالحة، فالله عز وجل هو الذي خلقك، ربط جل وعلا بين الخلق والأمر كما قال سبحانه وتعالى: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:٥٤] فينبغي على العبد أن يقوم بعبادة الله عز وجل، فالذي خلقك ورزقك وأنعم عليك بهذه النعم هو الذي أمرك بما في كتاب الله، وما في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، عليك أن تقوم بتحقيق هذه الأوامر، وما تحقيق هذه الأوامر إلا لسعادتك، ولصلاحك، ولسعادتك في الدنيا وفي الآخرة.