للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضعف التعليم]

كذلك من الأسباب: ضعف التعليم، وعدم إشباع نهم الأبناء والأولاد فيما يفيدهم في أمور دينهم وعقيدتهم، وأصبح بعض الناس يرى من الفخر أن يجيد أبناؤه العلوم المادية والعلوم الوافدة، وبعضهم لا يشجع أبناءه على العلوم الشرعية وهذه مشكلة، فإذا كان ابنك قليل البضاعة في علوم الشريعة فكيف تريده أن يكون سعيداً في مجتمعه؟!

فليست السعادة في المال ولا الثراء ولا الشهادة ولا المنصب، وإنما السعادة -والله- سعادة الإيمان، سعادة الصلاة.

كم جرب أرباب الأموال والثراء؟! وكم جرب أصحاب الشهرة والمناصب؟! وكم جرب أهل الفن واللعب؟! كم جربوا هذه الأمور لكنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، ولم يجدوا اللذة إلا بالإيمان، ولا السعادة إلا بطاعة الرحمن، ولما كانت حياتهم بين لهو وغناء، ومجون وخلاعة، وسهرات وفواحش؛ قست قلوبهم، وعمهم القلق والأرق والمشكلات، وهذه القضايا لم تجعل المجتمعات -التي جربت هذه الأمور سنين طويلة- سعيدة يوماً ما، فالدول المتقدمة صناعياً ومادياً هي من أكبر البلاد وأكثرها عدداً في الجرائم والانتحار ومشكلات لا أول لها ولا آخر، وما ذلك إلا تحقيقاً لقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:١٢٤].