للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستنكار على الحملات الإعلامية ضد الإسلام وأهله]

ألا وإن من العدل والإنصاف استنكار تلك الحملات الإعلامية المغرضة، والشائعات والأراجيف الباطلة، ضد عقيدتنا وشريعتنا، وضد بلادنا الإسلامية، والمسلمين الذين يشرفون بالانتساب إلى هذا الدين القويم.

وإن الطعن في بلاد الإسلام وعلماء الإسلام، ليس المقصود منه أشخاصهم وأعيانهم، وإنما ما يحملونه من عقيدة ومنهج، وإن الحملات المسعورة، ضد بلاد الحرمين أدام الله عزها وحفظ لها أمنها وإيمانها، لن تهز بإذن الله من قناعاتها بثوابتها، ولن تكون سبباً في التنازل عن شيء من عقيدتها ومواقفها، فلا مساومة على شيء من مثلنا وقيمنا.

والسؤال الملح، ماذا يريد المهاجمون من بلاد الحرمين حرسها الله؟ ومن يقف وراءهم؟ ولمصلحة من يهرفون بما لا يعرفون، ويهذون بما لا يدرون؟

ولن يضر البحر أمسى زاخراً أن رمى فيه غلام بحجر

ألا فلنتق الله عباد الله! ولنقم بواجبنا تجاه دين الله، تعلماً وتعليماً، وإصلاحاً ودعوة، فما أحوج العالم اليوم إلى فهم الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين، وما أحرى وسائل الإعلام العالمية المعاصرة في أن تسهم في تحقيق ذلك، ألا فلنكن صفاً واحداً أمام أعدائنا، ولنسر على منهجية صحيحة، تحقق المصالح وتدرأ المفاسد عن أمتنا ومجتمعاتنا بإذن الله، ولنتلاحم مع ولاة أمور المسلمين وعلمائنا الراسخين، أمام طوفان الفتن، ولا نقبل فيهم قول الوشاة المغرضين، وما أشد حاجة الأمة وقد ظهرت الفتن بقرنها، واستشرفت بزمامها إلى ربان مهرة، يقودون سفينتها إلى شاطئ السلامة والنجاة!؛ فإنه إذا كثر الملاحون غرقت السفينة، والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان بمنه وكرمه.

ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي الأواب، كما أمركم بذلك المولى العزيز الوهاب، فقال تعالى قولاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنها معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين من اليهود والمفسدين، وسائر أعداء الدين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم عاجلاً غير آجل يا قوي يا عزيز، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في دينهم في كل مكان.

اللهم انصرهم في فلسطين والشيشان، وكشمير والأفغان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء، والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك أن تجعل لنا وللمسلمين من كل هم فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، يا قوي يا عزيز.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان واليقين، وبلادنا بالخيرات والأمطار يا رب العالمين.

اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، وارزقه البطانة الصالحة يا ذا الجلال والإكرام.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.