للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الوقوف لبعض الأشخاص]

السؤال

ما حكم الرجل الذي يحب أن يقف الناس له وهو جالس على مكتبه؟

الجواب

على كل حال نحن قدمنا في أن الإنسان ضعيف، الإنسان خلقه الله عز وجل، وكلنا يعرف أساس خلقه قال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق:٥ - ٧] لماذا التكبر؟ ولماذا الغطرسة؟ ولماذا الغرور؟ ولماذا النظر إلى الناس، والتعامل معهم معاملة الخيلاء، والبطر، وحب الذات والنفس؟ كل ذلك في الحقيقة ضعف إيمان، وفي الحقيقة أيضاَ يدل على أن الإنسان لم يتفكر في خلقه، رأى بعض السلف رجلاً متكبراً، فقال: أنت من أنت؟ أنت أصلك نطفةٌ قذرة، وآخرك جيفةٌ مذرة، وبين جنبيك تحمل العذرة، فلماذا التكبر؟ وقد ورد: {من أحب أن يتمثل له الناس قياماً، فليتبوأ مقعده من النار} الحاصل أن على العبد أن يتسم بالتواضع لله عز وجل، ويعلم أنه إن لم يسخر عمله ومنصبه ومكانته وكرسيه لخدمة الناس ونفعهم والتواضع لهم، وسماع أقوال الناس، وكون بابه مفتوحاً لجميع الناس، فإن معنى ذلك أنه وقع في أمر يبعده عنهم ويبغضه لهم، والمتكبر بعيد من الله، بعيد من الناس ويمقته الناس على عمله؛ لأنه في الحقيقة تعدى قدره، لماذا يشمخ الإنسان بنفسه؟ ولماذا يتطاول على الناس؟ من هو؟ هو والناس سواء، الناس سواسية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:١٠].

أقول إن هذا الأمر لا ينبغي، ولا يليق، بل إن على الإنسان أن يتسم بالتواضع، ولكن لا ينظر الإنسان الفقير إلى هؤلاء، لا تنظرون إلى من هو فوقكم، وإنما انظروا إلى من هو دونكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم، إذا رأيت أن هذا متكبر، فانظر إلى آلاف الناس الفقراء والمساكين والمتواضعين، وهذا إنما في الحقيقة يجني على نفسه، وكفى بالكبر مرضاً وداءً وإثماً أنه كان سبباً في إنزال إبليس وإبلاسه وإبعاده من رحمة الله عز وجل؛ لأنه تكبر على الله وأبى عن السجود لآدم عليه السلام.