للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الصلاة خلف أصحاب الطرق]

السؤال

هل يجوز الصلاة خلف أصحاب الطرق الذين يأمرون الناس بزيارة القبور؟

الجواب

هذا السؤال سؤال عام فقول السائل: الذين يأمرون الناس بزيارة القبور، إذا كان قصده الزيارة الشرعية، فهذا لا بأس به، والزيارة الشرعية: أن يزور الرجل المقابر ويسلم على أهلها كما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بأن يزور المسلم المقابر ويدعو لأهلها ويقول: {السلام عليكم أهل الديار من المسلمين والمؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يغفر الله لنا ولكم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم}.

فهذا سنة حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وأخبر أنها تذكر الآخرة.

أما الزيارات الشركية والبدعية للقبور التي يفعلها بعض الجهلة من الطرقيين وغيرهم، الذين يظنون أن بعض أصحاب القبور يستطيعون أن يشفوا المرضى أو يقضوا الحوائج، ويأمرون الناس بالذهاب إلى المقابر، قبر الولي الفلاني أو السيد الفلاني ويطلبون منهم المدد وما إلى ذلك، فإن هذا شرك ولا تجوز الصلاة خلف من هذا حاله.

أما إذا كانت مجرد معصية لا تصل إلى حد الشرك فالأمر فيه سعة، وينبغي للمسلم أن يسعى للفضل؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، فيبحث عمن يرتضي دينه واستقامته والتزامه وعقيدته، ويصلي خلفه، وأصحاب الطرق الغلاة لا تجوز الصلاة خلفهم؛ لأن عندهم كثير من الشركيات، ويظنون بالأولياء ويعتقدون بهم، والطرق الصوفية كثيرة، منها: الطريقة التيجانية، والشاذلية، والقادرية، وما إلى ذلك من طرق الصوفية وفي الغالب أنها طرق بدعية شركية، ينشئون الناس على أن للولي تأثيراً في الكون، وأنه ينفع أو يضر، ويغلون في محبتهم -والعياذ بالله- وقد يصرفون لهم شيئاً من أنواع العبادة، فمن كانت هذه حاله فلا تجوز الصلاة خلفه، والله أعلم.