للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التنبيه على قضية الولاء والبراء]

السؤال

فضيلة الشيخ من القضايا المهمة في حياة الأمة قضية الولاء والبراء، لكن كثيراً من الناس تهاونوا في ذلك كثيراً، ومن أوضح مظاهر تلك القضية تفضيل العامل الكافر على العامل المسلم، فهل من توجيه؟

الجواب

نعم.

لا شك أن هذه القضية قضية الولاء والبراء من القضايا التي تعد من قضايا الاعتقاد ومن أصول الإيمان الذي ينبغي أن نعنى بها {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة:٥٥] {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:٧١] فالولاية للمؤمنين، والمحبة والمودة إنما هي لإخوانك المسلمين الذين تجمعك بهم رابطة الإسلام، وينبغي أن يكون الولاء بين المؤمنين كما يكون العداء بين المحسنين والكافرين {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة:٢٢] القضية قضية مهمة جداً كما أشار لها الأخ السائل وضرب لها مثلاً في قضية العمالة أو الخدم أو السائقين أو ما إلى ذلك، فالمسلم عليه أن يتقي الله في ذلك، وليعلم أنه مسئول أمام الله، عليك أن تحرص على أن تستقدم المسلمين؛ لتعينهم ولتواليهم ولتكون أخاً ومحباً لهم في الله ولا تقدموا غيرهم عليهم.

ولما ضعف ولاء الناس بهذه القضية ولهذه القضية واهتمامهم بها؛ زهدوا في هذه القضية، بل لربما فضل بعضهم الكافر على المسلم بحجة أن الكافر قد ينتج أكثر، وأن بعض المسلمين يتساهلون أو قد يعطل العمل في أوقات الصلوات وما إلى ذلك أإلى هذا الحد وإلى هذه الدرجة يهون علينا أمر ديننا؟

فينبغي عليك أيها الأخ المسلم أن تتقي الله عز وجل وأن تقيم الولاء لأهل الإيمان كما شرع الله، والبراء ضد أهل البغي والضلال والكفران فتلك قضية من أهم القضايا الاعتقادية.

ويشكر الأخ السائل على طرحها؛ ولكن أيضاً أنا أقول: إن القضايا كثيرة جداً ولهذا قضايا الأمة القضايا الكثيرة المتشعبة في جوانب الحياة كلها، أنا أعترف أنني لم أتطرق إلى كثير منها، لكن هذا أهمها فيما أراه وإلا فهي كثيرة جداً وما ذكره أخونا من جملتها، والله المستعان.