للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض نواقض الإسلام المنتشرة]

عباد الله: إن نواقض الإسلام كثيرة وأسباب الردة اليوم متعددة، ذكرها العلماء قديماً وحديثاً، أَذْكُر منها ما يكثر وقوعه اليوم في مجتمعاتٍ كثيرة تنتمي إلى الإسلام؛ لنكون على بينة منه لنحذره.

فأعظمها وأخطرها: الشرك في عبادة الله تعالى:

كصرف شيءٍ من أنواع العبادة لغير الله، مثلما يُفعَل اليوم عند الأضرحة من التقرب إلى الموتى بطلب الحاجات منهم، وصرف النذور والذبائح لهم، وهذا واقعٌ اليومَ بل وكثير فيمن يدَّعون الإسلام والعياذ بالله.

ومن نواقض الإسلام: أن يجعل المرء بينه وبين الله وسائط؛ يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، كما يفعله كثيرٌ من الجهلة وأرباب الخرافة، فيمن يسمونهم بالأولياء، وما أشبه الليلة بالبارحة، فما أشبه هؤلاء بمشركي القرون الأولى القائلين: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:٣].

ومن نواقض الإسلام: عدم تكفير المشركين، أو الشك في كفرهم، أو تصحيح مذهبهم، وتفضيل مبادئهم على مبادئ الإسلام:

كحال كثير من المفتونين بكفار اليوم، والمعجبين بهم نتيجة عملٍ من أعمال الدنيا الفانية، وما أكثر الذين ينادُون اليوم باللحوق بالكفار، والتخلي عن الإسلام، ويصِمُونه بأنه وراء كل تَخلف وتأخُّر: {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأحقاف:٢٨].

ومن نواقض الإسلام: اعتقاد أن غير هَدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل مِن هديه، أو أن حكم غيره أحسن مِن حكمه، كما عليه كثيرٌ من أرباب الطرق المنحرفة، والمذاهب الطاغوتية.

ومن أسباب الرِّدَّة عن الإسلام المنتشرة في صفوف كثيرٍ من أدعياء الإسلام اليوم: الاستهزاء بالدين، أو سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وكثيراً ما هاجم أعداء المسلمين قديماً وحديثاً شريعةَ الله، بالاستهزاء بها، أو بشيء منها، وتنقيص أهلها، والسخرية بهم، عن طريق أعمالهم وأقوالهم وأقلامهم والعياذ بالله: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة:٦٥ - ٦٦].

فاتقوا الله عباد الله!

ألا وإن من نواقض الإسلام اليوم: اعتناق كثير من المبادئ الهدامة، والطرق المنحرفة المناهضة للإسلام، فمن صوَّب شيئاً منها أو دافع عنه، أو ظاهر أهله على المسلمين، فقد ارتد عن دين الإسلام.

ومن نواقض الإسلام المنتشرة بين صفوف كثيرٍ من المسلمين اليوم: ترك الصلاة؛ فتارك الصلاة إما أن يكون تركها جحداً لوجوبها فذلكم كافرٌ بإجماع العلماء، وإما أن يكون تركها تهاوناً وتكاسلا، فهذا يُدعى لها ويُؤمر بها؛ فإن أقامها كان من المسلمين، وإن أصر على تركها فهو من الكفار والعياذ بالله.

أخرج الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة}.

وأخرج الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر}.

ولقد عم هذا البلاء اليوم، وكثر الناس الذين لا يؤدون عمود الإسلام، وهم يقيمون مع المسلمين ويتَسَمَّون بالإسلام، فهؤلاء والعياذ بالله مرتدون عن دين الله، وعلى المسلم أن يرعى واجب الله فيهم، وأن يناصحهم، وأن يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، أو يقاطعهم.

فاعرفوا نواقض دينكم يا عباد الله! وما أكثرها! وإلى الإسلام من جديد!

أيها المسلمون: إلى الإسلام يا مَن تخليتم عنه، أو عن بعضه!

إلى الإسلام يا من وقعتم في شيء من نواقضه!

اللهم بصرنا بالإسلام، وثبتنا عليه.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.