للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال السلف مع القرآن]

والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً معلومة لكل من قرأ كتاب الله بتدبرٍ وفهم وحضور قلب، كما هي سنة أولئك الأبرار من السلف الصالح الأخيار، رحمهم الله ورضي عنهم، الذين إذا تعلموا منه عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلموا معناها ويعملوا بمقتضاها، فتعلموا العلم والعمل معاً؛ أولئك الذين يتقبلون أوامره ونواهيه، فيسارعون إلى تنفيذها أولاً بأول، بدون ترددٍ أو تساهل.

أولئك الذين يأخذونه ويقرءونه معتقدين أنه خطاباً من الله لهم؛ يكلمهم به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا حملوا راية القرآن قولاً وعملاً فأرهبوا أعداء الله، ونشروا العدل والسلام في أرض الله، وأخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، وحققوا الخير والسعادة للبشرية كلها.