للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السلاح الحقيقي]

إخوة الإسلام! حجاج بيت الله الحرام! من منبر المسجد الحرام، لابد أن تدركوا وأنتم تجتمعون في هذه البقاع الطاهرة، والمشاعر المقدسة، وقد تجلت فيكم مظاهر الوحدة الإسلامية بأسمى صورها، أنه لا عز للبشرية، ولا فلاح للإنسانية، إلا بتطبيق الإسلام وتحكيم الشريعة، لابد من اليقين الجازم، أنه لا يمكن أن تحقق أمة الإسلام اليوم نصراً على عدو، أو استعادةً لمجد، أو استرداداً لحقوق، أو استعادةً لمغتصبات، أو جمعاً لكلمة، أو وحدةً لصف، دون أن تسير على الثوابت والأصول التي سار عليها أسلافها من قبل.

فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، بماذا انتصر المسلمون الأوائل؟!

وبأي سلاحٍ حاربوا في غزوات الإسلام، ومعاركه الفاصلة عبر التاريخ؟!

إنه سلاح الإيمان الذي بتوفره وتمكنه في القلوب يغلب كل سلاحٍ مادي عرفته البشرية، بإذن الله القوي العزيز الذي تتضاءل أمام قوته وجبروته قوة الشرق والغرب قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} [فاطر:٤٤].

فحذارِ يا أمة الإسلام: أن يضعف اليقين، ويموت الأمل بنصرة هذا الدين، ويتطرق اليأس إلى نفوس المسلمين، إن مشكلات المسلمين وإن كثرت، وآلامهم وإن استمرت؛ فهي سحابة صيف يوشك أن تنقشع بإذن الله؛ متى ما نصروا دين الله، وأووا جميعاً إلى حماه قال سبحانه وتعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:٤٧].

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

إخوة الإيمان: إن أجل نعمة أنعم الله بها علينا نعمة الإسلام، التي هدانا إليها وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ما هي أحوال العالم قبل الإسلام؟

وما هي مظاهر الحياة في الجاهلية؟

شركٌ ووثنية، ظلمٌ وجهلٌ وبغي، قتلٌ وتسلطٌ وفساد، حتى أذن الله بانبثاق فجر الهدى، وإشعاع نور الإيمان، بمبعث سيد الأولين والآخرين عليه الصلاة والسلام.

فحذارِ أن تتساهلوا بدينكم، وتعيدوها جاهليةً أشر من الجاهلية الأولى!