أمة الإسلام: وكما رعى الإسلام حق الأفراد رعى حق الأسرة والمجتمع، وسعى لإشاعة الفضيلة ومحاربة الرذيلة، أقام صروح الأسر والمجتمعات على أساس من الدين والقيم والمثل والأخلاق، واعتبر القوى البشرية من أهم عوامل التقدم والازدهار والحضارة.
ولذلك كان من مقاصده وأهدافه في بناء حضارة إسلامية عالمية، أن قصد إلى كثرة النسل وتنميته، واعتباره إحدى الضرورات المقررة في الشريعة الغراء، كما حث رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أمته على كثرة النسل.
أخرج الحاكم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال:{تناكحوا، تناسلوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة} وعند أحمد من رواية أنس رضي الله عنه {تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة} وفرض الإسلام حق المحافظة على النفس البشرية، وحرم الاعتداء عليها وإن كانت حملاً في بطن، وهو ما يسمى بالإجهاض قال تعالى:{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}[الأنعام:١٥١]{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً}[الإسراء:٣١].
وذلك لما في هذه الجريمة الشنعاء من سوء ظن بالله عز وجل، وإنكارٍ لقدرته وإظهاره سبحانه بمظهر العاجز عن كفاية خلقه ورزقهم، تعالى الله سبحانه عما يقول الظالمون علواً كبيراً {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}[هود:٦]{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[العنكبوت:٦٠].