العبادة في لغة العرب: الذل والخضوع، يقال: طريق معبد، أي: مذللٌ قد وطأته الأقدام.
والعبادة في الاصطلاح- كما نعلم جميعاً-: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، وقد عرف ذلك التعريف جمعٌ من أهل العلم منهم شيخ الإسلام/ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رحمة الله عليه في كتاب جيد نفيس أنصح بقراءته اسمه" العبودية " بين فيه رحمه الله ما يجب على العباد تجاه خالقهم، لأن الله سبحانه وتعالى-كما نعلم- خلقنا في هذه الحياة لا ليستكثر بنا من قلة، ولا ليستقوي بنا من ضعف، ولا ليتعزز بنا من ذلة، حاشاه سبحانه فهو الغني عن خلقه {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر:١٥]{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}[الزمر:٧].
فالعبادة أمرٌ أوجبه الله عز وجل، بل هي الغاية من خلقنا، لم نخلق لنأكل، ولم نخلق لنتمتع في هذه الحياة، لم نخلق لنشرب، ولنركب، ولنتمتع بالشهوات، كما يفهم الشهوانيون الماديون، وإنما خلقنا لأمر عظيم، خلقنا لرسالة سامية لواجب كبير ألا وهو تحقيق العبادة لله، ففي هذه الآية أمر من الله عز وجل لرسوله وحبيبه محمد بن عبد الله بالعبادة {وَاعْبُدْ رَبَّكَ}[الحجر:٩٩] وهذا أمر، والأمر للوجوب، وهذا أمر للنبي صلى الله عليه وسلم وتدخل فيه أمته؛ لأن الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم أمر لأمته ما لم يرد دليل على تخصيصه عليه الصلاة والسلام كما هو مقررٌ عند الأصوليين.