للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحرب على المرأة في العصر الحديث]

فيا أيتها المسلمات المعتزات بشرف الإسلام! ويا أيتها الحرائر العفيفات المصونات! أنتن خير خلف لخير سلف، تمسكن بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكن على حذرٍ من الأيدي الماكرة، والعيون الفاجرة، التي تريد إنزالكن من علياء كرامتكن، وتهبط بكن من سماء أمجادكن، وتخرجكن من دائرة سعادتكن، وإياكن والخديعة والانهزام أمام الحرب السافرة بين الحجاب والسفور، والعفاف والإباحية، فلم يعد خافياً أن التبرج والسفور مطية الفساد وطريق الفجور.

إن أعداء الإسلام قد ساءهم وأقض مضاجعهم ما تتمتَّع به المرأة المسلمة من حصانة وكرامة، فسلطوا عليها السهام، ونصبوا لها الفخاخ، ورموها بنبلهم عن قوسٍ واحدة، ومن الغريب أن يسير في ركابهم، ويسعى في نشر أفكارهم أناسٌ من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، فيشنون الحرب الفكرية الشعواء على أخواتنا المسلمات، ماءِ وجوهنا، ومقلِ عيوننا؛ عبر العناوين الخادعة، والمقالات الساحرة هنالك وهناك، فينادون زوراً وخديعة، بتحرير المرأة، ويشيعون الشائعات المغرضة، والشبه الداحضة عن المرأة المسلمة، يقولون عن المجتمع المسلم المحافظ، إن نصفه معطل، ولا يتنفس إلا برئة واحدة، وكيف تترك المرأة حبيسة البيت ورهينة المنزل؟ وما إلى ذلك من الأقوال الأفاكة، والعبارات المضللة.

فماذا يريد هؤلاء؟ وما يروون؟ وإلى أي شيء يهدفون؟

نعم.

إنهم يهدفون إلى تحرير المرأة من أخلاقها وآدابها، وانسلاخها من مثلها وقيمها ومبادئها، وزجها في أتون الشر والفساد، يريدونها عارضة للأزياء، وسلعة للسذج والبسطاء، تزين بها أغلفة المجلات، وتروج من خلالها لسوق الدعايات والإعلانات، فمن لصلاح البيوت وسعادة الأهل وتربية الأجيال؟

خبرونا بربكم أي فتنة تقع وأي بلاءٍ يحدث إذا هتك الحجاب، ووضع الجلباب، وافترس المرأة الذئاب، نتيجة السفور والاختلاط في الدوائر والمكاتب والمدارس والأسواق؟

أما يكفي زاجراً يا عباد الله، ويشفي واعظا ما وقعت فيه المجتمعات المخالفة لتعاليم الإسلام من الهبوط في مستنقعات الرذيلة، ومهاوي الشرور وبؤر الفساد، حين أهملت أمر المرأة حتى انطلقت الصيحات المجردة، والنداءات المتكررة، مطالبة بعودة المرأة إلى حصنها وقرارها؟

هل يرضى من فيه أدنى غيرة ورجولة، ومسكة عقلٍ ومروءة، أن تصير امرأته وموليته مرتعاً لأنظار الفساق؟ وعرضة لأعين الخونة؟ وماردة مكشوفة، ولقمة سائغة أمام عديمي المروءة؟ وضعاف النفوس وقليلي الديانة؟ لقد أفادت الأوضاع السائدة إقليمياً وعالمياً أن خروج المرأة من بيتها هو أمارة الخراب والدمار، وعلامة الضياع والبوار، وعنوان انقطاع وشائج الألفة والمحبة والفضيلة، وانتشار غوائل الشرور والفساد والرذيلة بين أبناء المجتمع.