[جوهر الصراع بين الأمة وأعدائها]
أمة الإسلام: إن الصراع الفكري والحضاري هو الذي يمثل جوهر الصراع بين الأمة وأعدائها، حتى خيل لبعض المستضعفين منا والمنهزمين أمام الحضارة الغربية ممن استعبد الغزو الفكري قلوبهم وأسر أرواحهم أن السبب فيما أصاب أمتنا من ضعف وتأخر كان نتيجة حتمية لتمسكهم بدينهم فالله المستعان!
كيف انخدعت فئام من الأمة؟ وكيف انحدرت إلى هذا المستوى من التخلف المزري، والواقع المرير، حتى فتت العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة بما يحقق لأعدائهم السيطرة على مقدراتهم والاستيلاء على خيراتهم؟ انتزعت فلسطيننا، واستولى الأعداء على مقدساتنا، ونحيت شريعة الله في كثير من البلاد، بل أقيمت المتاريس ضدها بأجيال انتزعت هويتهم وربوا على فكر أعدائهم، وسممت كثير من مناهج التعليم، ووسائل الإعلام في كثير من بلاد المسلمين؛ حتى أفرزت أجيالاً نافرة من دينها، منسلخة عن قيمها؛ فخرجت تنعق بدعوات غربية، وتعتنق أفكاراً جاهلية، وترى في الدين تأخراً ورجعية، فإلى الله المشتكى.
ألم يأن يا أمة الإسلام! أن تعيى الأمة رسالتها، وأن تتعرف على الخلل الكبير في حضارة أعدائها، لا سيما عجزهم عن التوفيق بين مطالب الروح والمادة، وعجزهم عن إيجاد التوازن بين الثوابت والمتغيرات؛ مما أنتج خللاً فكرياً وفساداً خلقياً لا مخلص منه إلا الإسلام.
فيا أهل الإسلام: يا من أعزكم الله بهذا الدين! وشرفكم بحمل أمانته يوم أن عجزت السماوات والأرض والجبال إن عليكم تبعة هائلة، ومسئولية كبيرة تجاه دين الله تعلماً وتعليماً، ودعوة وإصلاحاً، فالدين قادم بحمد الله، لابد أن تستيقن الأمة بدرجات اليقين كلها علمه وحقه وعينه، أنه لا مخلص لعالم اليوم من أزماته الخانقة وأوضاعه المتردية إلا الإسلام، والإسلام الحق على عقيدة التوحيد الصافية، والمتابعة الصحيحة للمنهج السليم كتاباً وسنة، على منهج سلف الأمة.
وإن الناظر الغيور؛ ليأسى أشد الأسى من تضييع الأمة لكثير من الفرص في الدعوة إلى دينها، واستغلال وسائل العصر الحديثة كالإنترنت ونحوه.
أين من يحمل هموم العمل للإسلام؟
هاهو العالم يفتح صدره للإسلام، فأين المسلمون وأين العاملون المخلصون بمنهج سليم وأسلوب حسن، وكم يبذل المسلمون من أوقاتهم وجهودهم لدينهم؟
كفى حزناً للدين أن حماته إذا خذلوه قلنا كيف ينصروا
أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر أين كانوا أجيبوا الله ويحكم أجيبوا
قال تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف:٣١ - ٣٢].