للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مؤامرات تسمى مؤتمرات]

لقد طالعتنا منظمات مشبوهة تدعي مراعاة حقوق الإنسان، في الأيام القليلة الماضية بعقد مؤتمر عن المرأة والأسرة عام (٢٠٠٠م) وقد سبقه عدة مؤتمرات هي في الحقيقة مؤامرات، وقد صدرت عنه وثيقة دولية عن المرأة والأسرة عام (٢٠٠٠م) من أوراق عمل لتحرير المرأة والأسرة، الحرية، الإنجاب خارج الشرعية الأسرية، تجريد الزواج، الإجهاض، إباحة الشذوذ، تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة، الاتجار العلني بأجساد النساء، وغير ذلك من تحسي السموم، واللهف المحموم، في تحولٍ عجيب من هذه المحافل الدولية، والمنظمات العالمية، إلى فرض آليات تمثيلية على البلاد الإسلامية.

أين مراعاة حقوق الإنسان المتمثل في المرأة التي يراد لها الاستغلال والابتذال في أسوأ صوره، وأحط معانيه؟ وبالأمس القريب شنت هذه المنظمات المشبوهة هجومها على بلاد الحرمين الشريفين -حرسها الله- زاعمة زوراً وبهتانا انتهاكها لحقوق الإنسان لتنفيذها شرع الله المطهر، تكريماً للإنسان وحفاظاً على بني الإنسان.

واليوم تتجه سهامها ضد المرأة المسلمة، الإنسان المكرم، والعنصر المحترم، هل يريدون من المرأة عام (٢٠٠٠م) أن تكون سلعة إعلامية، وملهاة جنسية؟ أين هذه المنظمات إن أرادت إنصاف المرأة ومراعاة حقوقها عن آلاف المغتصبات، وعشرات الألوف من المستحوات؟

أين هي من المرأة المنكوبة في البوسنة والشيشان؟ وفي بقاعٍ كثيرة من العالم؟

بل أين دموع تماسيحها على المرأة الغربية حيث التفكك الأسري، والتحطم الاجتماعي؟ لكنه الكيد والمؤامرة {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:٣٠].

لقد طفح كيل القوم، وضاق عطنهم، وأخرجوا مكنونهم، ولم يعد خافياً على الغيورين حملاتهم المسمومة، وتحدياتهم المحمومة ضد المرأة المسلمة وحجابها، وعفافها وحيائها، فهل تعي المرأة المسلمة ما يخطط لها، ويكاد ضدها، ويدبر حيالها، من وسائل الفتنة بها ولها، فلا يزيدها ذلك إلا استمساكاً بشخصيتها الفذة، واعتزازاً بأصالتها الفريدة، وعدم الانسياق مع الانفتاح والمتغيرات، على حساب الثوابت والمبادئ واليقينيات؟

يجب ألا تزعزع هذه التحديات السافرة ثقة المرأة المسلمة بنفسها، وتمسكها بدينها، واعتزازها بثوابتها، في خضم هذه الزوابع المتكررة، والحملات المسعورة المتتالية.