للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحوال الناس بعد رمضان]

أيها المسلمون: إن من شكر العبد لنعمة الله -عز وجل- بعد أن وفقه للصيام والقيام: أن يستمر على طاعة الله عز وجل في حياته كلها، فالإله الذي يُعبد ويصام له في رمضان هو الإله في جميع الأزمان، ومن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها، وإن من كفر النعمة وعلامات رد العمل العودة إلى المعاصي بعد رمضان.

إن الناظر في حياة كثير من المسلمين اليوم بعد شهر رمضان؛ يأسف أشد الأسف لما عليه كثير من الناس بعد شهر الصيام!! مِنْ هجرٍ للمساجد، وتركٍ للجمع والجماعات، وتساهل في الصلوات، واعتزال للطاعات؛ من قراءة للقرآن، والذكر والدعاء، والإحسان والصدقات، والإقبال على ألوان المعاصي والمنكرات، والمداومة على الفواحش والمحرمات، وما ذلك -أيها الإخوة المسلمون- إلا من قلة البصيرة، وسوء الفهم لشعائر الإسلام، وإغواء عدو الله الشيطان، وأعوانه من الإنس والجن، الذين أخذوا بثأرهم بعد رمضان؛ فأضلوا كثيراً من الناس، وما إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والبحث عنها عن طريق التجمعات والسهرات، والمزيد من السفريات إلى بقاع لا تدين بدين، ولا تعترف بخُلق، ولا ترعى فضيلة، إلا من إضلال الشيطان وحزبه عياذاً بالله.

فاتقوا الله عباد الله! ولا تهدموا ما بنيتم من الأعمال الصالحة في شهر رمضان.

اتقوا الله يا من عزمتم على معصية الله بعد رمضان! فرب الشهور واحد، وهو على أعمالكم رقيب مشاهد، واعلموا أن الموت يأتي بغتة، وما مرور الأعوام بعد الأعوام، وتكرار الليالي والأيام، إلا مذكر بتصرم الأعمار، وانتهاء الآجال، والقدوم على الكبير المتعال.