للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستعداد لأغلى المواسم]

أيها الأحبة في الله! ولعل التذكير بهذه القضية والأمة على أبواب شهر الخير والبركة من أكبر الدوافع على الأخذ بالخطوات العملية في إصلاح النفس والمجتمع، وبمثل هذا ينبغي أن تستقبل الأمة شهرها الكريم مع الحاجة الماسة في أن يولي المتخصصون هذه الظاهرة وأمثالها الدراسة الجادة والحلول العملية الناجعة.

فيا أيها المسلمون! يا من هبت رياح اشتياقكم ببلوغ شهر رمضان المبارك ماذا أعددتم لاستقباله؟

أولستم تريدون الفوز بالجنان؟

أين زادكم وعدتكم، وقد قربت أيام المرابحة؟

أين تدريبات العزائم والاستعداد لأغلى المواسم؟ إن الكيس الصادق من أعد للسباق والمنافسة، حتى إذا ما هل الهلال المبارك انطلق لا يلتفت، وشمَّر لا يفترك، عالي الهمة، لبلوغ القمة، غايته نصب عينيه، وشوقه حاديه على مواصلة الجد في ميدان التسابق حتى يفوز بالموعود.

إذا نزل الناس إلى أسواق الدنيا لشراء ما لذ وطاب من المطاعم والمشارب؛ نزل إلى أسواق الجنان يرابح ويغالب.

ألا فلتهنأ الأمة بشهرها، ولتستعد لحسن الاستقبال بتوبة عامة، وإنابة شاملة مخلصة، في شتى المجالات، وفتح صفحة المحاسبة لمستقبلٍ أفضل تعالج فيه مشكلاتها، وتتوحد فيه كلمتها، وتنتصر بإذن الله على أعدائها، وما ذلك على الله بعزيز.

ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، كما أمركم بذلك المولى جل وعلا، فقال تعالى قولاً كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صل وسلم على سيد الأولين والآخرين، وأفضل الأنبياء والمرسلين نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الرحمين!

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم كن له على الحق مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً، اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء!

اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان، اللهم عليك باليهود المعتدين، اللهم عليك بالصهاينة الغاشمين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين!

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان واليقين، وبلادنا بالخيرات والأمطار يا رب العالمين!

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.