للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشباب والإجازة بين السلب والإيجاب]

الحمد لله؛ أعاد وأبدى، وأنعم وأسدى، أحمده تعالى وأشكره على آلائه التي لا نحصي لها عداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أكرمْ به رسولاً وعبداً، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين أكسبهم شرفاً ومجداً، والتابعين ومن تبعهم بأمثل طريقة وأقوم سبيل وأهدى.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الإخوة الأحبة في الله! المحور السابع مع الشباب من الأبناء والبنات.

أهدي الشباب تحية الإكبار هم كنزنا الغالي وسر فخاري

هل كان أصحاب النبي محمد إلا شباباً شامخ الأفكار

الشباب عماد الأمة، وقلوبها النابضة، وشرايينها المتدفقة، وعقولها المتلألئة، هم جيل اليوم، ورجال المستقبل، وبناة الحضارة، وصناع الأمجاد، وثمرات الفؤاد، وفلذات الأكباد، فلا بد من تربيتهم تربية صحيحة شاملة، وشغل أوقاتهم بطريقة متوازنة، فهذه الأشهر التي يمرون بها في فراغ من المشاغل الدراسية النظامية لا بد أن يستثمرها أولياء أمورهم في برامج حافلة، تكسبهم المهارات، وتنمي فيهم القدرات، تقوي إيمانهم، وتثقل فكرهم، وتثري ثقافاتهم.

فأين الآباء والمربون عن إعداد البرامج الشرعية المباحة؟! وهي كثيرة بحمد الله، كحفظ كتاب الله عز وجل واستظهار شيء من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتعلم العلم النافع، وكثرة القراءة في كتب أعلام الإسلام قديماً وحديثاً، والاطلاع على السير والتأريخ والآداب ونحوها، وإدخال السرور عليهم بالذهاب بهم إلى بيت الله الحرام في عمرة، أو إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة، أو إلى أحد مصائف هذه البلاد في سياحة بريئة، وفي محافظة على دينهم وأخلاقهم، وصلة لأقاربهم وأرحامهم؛ حتى لا يقعوا فريسة في دهاليز الإنترنت، وشبكات المعلومات، وضحايا في سراديب القنوات والفضائيات، وأرصفة البطالة واللهو والمغريات.