للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعريف العبادة عند ابن تيمية وابن القيم]

فقال رحمه الله:

العبادة: اسم جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.

فهذا تعريف عظيم، سنتناول حيثياته، واحدة تلو الأخرى؛ لننظر ماذا قدمنا تجاه هذا الأمر المهم؟ ولنعرض أعمالنا اليومية التي نقوم بها على ضوء هذا التأصيل العظيم.

ومن تعريفات العلماء -رحمهم الله- لهذه القضية المهمة -ألا وهي قضية العبادة- تعريف العلامة ابن القيم رحمه الله، حيث عرفها بأنها: غاية الحب لله عزَّ وجلَّ مع غاية الذل له، التي تحث على العمل لطاعته، والانزجار عن نواهيه.

يقول في نونيته المشهورة:

وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبانِ

وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبانِ

ومداره بالأمر أمر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطانِ

هذه أبيات عظيمة تبين معنى العبادة لله عزَّ وجلَّ.

العبادة -يا إخوتي في الله- في الإسلام مفهومها واسع، ونطاقها شاسع، فهي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، ما يحبه الله عزَّ وجلَّ مما جاء به في كتابه، وأتى به رسوله صلى الله عليه وسلم من العقيدة والعبادة والأخلاق والآداب، وغير ذلك من الأمور.