للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاتمة

وبعد أن عشنا في مباحث هذا الموضع الخطير نبرز أهم نتائجه فيما يلي:

ـ لقد وقفنا على حاجة البشرية إلى تحقيق السلام في حياتها لما تحدثه الحروب من آثار مدمرة لا تستقيم حياة الإنسان بها، وقدمنا الأدلة على حرص الإسلام وضماناته لحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال. وأن الإسلام يتميز على قوانين البشر في ذلك بأنه يربي الناس على احترام القوانين احترامًا ذاتيًّا دون حاجة إلى رقيب بشري؛ لأن المسلم ينطلق في أعماله كلها من قاعدة الإخلاص لله سبحانه في كل شؤونه.

ـ كما تناولنا مفهوم السلام في الإسلام , وأنه مبدأ من مبادئ التي برزت عناية الإسلام بها في اسمه الدال عليه، وفي مضمونه، وما يدعو إليه, وأنه يشيع هذا المبدأ ليشيع في النفس الإنسانية وفي الأسرة البشرية معاني المودة والرحمة.

وقد جعل الإسلام السلام أصل العلاقات البشرية، وإن ابتعدت عنه تصارعت، وأنه لا بد من إزالة أسباب الصراع لتحقق العودة إليه تحقيقًا للأمن وإرساءً للطمأنينة.

ولقد وعى سلف هذه الأمة هذه الحقائق فانطلق قادة الفتوح الإسلامية يطبقون هذه المبادئ تطبيقًا عمليًّا في ميادين الجهاد، وأن الوثائق التاريخية تشهد لهم بذلك.

ـ كما تناولنا ضمانات الإسلام لتحقيق السلام وجعله واقعًا يعيشه الناس ويجنون ثماره، وهي مجموعة التدابير التي تكفل هذا ووجدناها تنقسم إلى قسمين: ضمانات نفسية، ومعالجة الصراع إذا وقع بين البشر معالجة موضوعية.

فوضع الإسلام أيدينا على بداية الصراع في حياة البشر، وأهم العوامل المؤثرة على السلم في حياة الناس، وتتصل بالعامل النفسي كحب الاستعلاء في الأرض، واستغلال ثروات الآخرين، والنظرات العنصرية، والأثرة، وضعف التربية على الوازع الديني.

وأما العلاج فإن الإسلام يتناوله بمنهج متكامل يعالج المشكلة من جذورها فيعالج الأهواء النفسية كما يعالج الأسس التي تقوم عليها العلاقات الإنسانية في: النظرة الصحيحة إلى الإنسان وإقامة العلاقات الإنسانية على المساواة الإنسانية، والعدل، والتكافل الإنساني، والأساس المنصف للتفاضل بين الناس , والذي يدفع بالإنسانية إلى الخير والتنافس في مجالاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>