للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويأتي بعد ذلك، كتاب (ألف ليلة وليلة) ، وكتاب (كليلة ودمنة) وهما كتابان فارسيان هنديان في الأصل، أضيف إلى الأول إضافات كثيرة مما يرويه الرواة من أساطير وأقاصيص وخرافات ليست هي عملًا محققًا، ولا علمًا موثقًا، فكيف يمكن أن تكون مصدرًا يستند إليه في فهم الحقائق والتاريخ؟!

ومن المصادر التي تحتاج إلى انتباه ويقظة: كتاب الإمامة والسياسة، وقد وصفه السيد محب الدين الخطيب بأنه كتاب لقيط مجهول النسب، وأن مؤلفه (ابن قتيبة) برئ منه، لأن المصادر التي ترجمت له لم تشير إلى نسبة هذا الكتاب له، كما أن أسلوبه يخالف أسلوب ابن قتيبة في سائر كتبه.

وكذلك كتاب (المضنون به على غير أهله) ، المنسوب إلى الإمام الغزالي، فهو مكذوب عليه، وقد صحح ذلك السيد المرتضى الزبيدي في شرح الإحياء (١) , وقد اشتمل الكتاب المكذوب على الغزالي على التصريح بقدم العالم، ونفي علم القديم بالجزئيات، وهو ما يخالف آراء الغزالي في صفوة كتبه.

ومن أخطر المصادر التي اعتمد عليها الغزو الفكري كتاب (أنساب الأشراف) للبلاذري، فهذا الكتاب طبع منه جزء في ألمانيا عام ١٨٨٣م، ثم تولى اليهود طبع جزء آخر عام ١٩٣٦ م طبع في أورشليم، وقدم له بالعبرية، ومن هنا جاءت شبهة هذا الكتاب المضطرب الذي اعتمد عليه بعض الباحثين أمثال طه حسين، في القول بأن شخصية (عبد الله بن سبأ) شخصية وهمية، وهذا يتفق مع مخططات اليهود في إنكاره والتهوين من شأنه، وهو ما جرى على القول به مؤلف الفتنة الكبرى (٢) .


(١) راجع: سموم الاستشراق والمستشرقين في العلوم الإسلامية: ص ١٥
(٢) سموم الاستشراق والمستشرقين في العلوم الإسلامية: ص ١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>