للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولئن بدت هذه الركائز في نظر البعض متخاصمة، فقد يكون هذا صحيحًا حينًا وباطلًا وخداعًا حينًا آخر، ولكن الأمر الذي لا تختلف فيه ركيزة مع أخرى هو العداء الشديد للإسلام والمسلمين، والعداء الظاهر حينًا والمستتر حينًا آخر.

والعداء الذي تشنه علينا أجهزة هذه الركائز ورجالها غير المسلمين حينًا، والذي تشنه علينا أجهزة ورجال مسلمين في بعض الأحيان (١) وقد حرص أعداء الإسلام من المستشرقين ومن تأثر بفكرهم من المسلمين على التنويه ببعض الفرق الإسلامية الشاذة، ونحاول أن نشير هنا إلى بعض هذه الفرق، فمنها على سبيل المثال:

١- القرامطة: اهتم المستشرقون بالقرامطة وصوروهم بأنهم طلاب العدل والإصلاح، وهم الذين عجزوا عن أن يحققوا أي منهج يمكن أن يوصفوا به على أنهم دعاة حق حين امتلكوا زمام الحكم في القرن الرابع الهجري , بل انكشف باطلهم وزيفهم، وظهرت حقيقتهم أنهم صنائع لليهود وانقضوا على الدولة الإسلامية بالتآمر والتعاون مع أعداء المسلمين وخصومهم (٢) فقد تعددت أبحاث في هذا العصر تحاول أن تصف حركة القرامطة بأنها حركة العدل الاجتماعي في الإسلام أشار إلى هذا الدكتور طه حسين في "مجلة الكاتب المصري" التي كان يصدرها لحساب اليهود في أواخر الأربعينيات وقد أضاف إليها حركة الزنج أيضًا وتحدث عن هذا الكاتب الفرنسي جارودي - قبل إسلامه - حين ربط بين نحلة القرامطة وبين العدالة الاجتماعية في الإسلام.

وقد كتب بعض أهل العلم في دحض هذه الشبهات المفتراة في مقدمتهم الدكتور محمود قاسم الذي قال: "إن دعوة القرامطة لم تكن تسعى في الحقيقة إلى تحقيق كرامة الإنسان وتمهد لاحترامها بل كانت حركة انفصالية تمت في عصر تحلل الدولة العباسية إلى دويلات , فكانت حركة القرامطة استمرارًا لثورة الزنج التي قامت قبل منتصف القرن الثالث الهجري , وكانت نوعًا من الأخذ بالثأر , وقد حرص هؤلاء العبيد الذين حرروا أنفسهم على إذلال العرب عن طريق استرقاقهم والتنكيل بهم, أما حركة القرامطة التي قامت في الشمال الغربي لبلاد العراق، فقد اتخذت مركزا لها في منطقة الكوفة، وفي بعض بلاد الشام وفي سواحل الجزيرة العربية المطلة على الخليج العربي، ثم استقرت آخر الأمر في البحرين) (٣) .


(١) قارن بما جاء في: أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي: ص٢٥، مرجع سابق
(٢) سموم الاستشراق والمستشرقين: ص٥٤
(٣) سموم الاستشراق والمستشرقين: ص ٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>