للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإفشاء السر فعل ممقوت، وخلق ذميم، قال الحطيئة في هجاء أمه:

تنحي فاجلسي مني بعيداً

أراح الله منك العالمينا

أغربالاً إذا استودعت سراً

وكانوناً على المتحدثينا

حياتك ما علمت حياة سوء

وموتك قد يسر الصالحينا

ولعمري! إن المرء يصعب عليه كتم السر، ويرى بإفشائه راحة، خصوصاً إذا كان السر: مرضاً، أو هماً، أو عشقاً، قال بشار بن برد:

ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة

يواسيك، أو يسليك، أو يتوجع

وقال غيره:

لا تكتمن دائك الطبيبا

ولا الصديق بسرك المحجوبا

وبالجملة: فإن إفشاء السر إلى الغير، يدل على لؤم الطبع، وخبث الطوية، وسوء الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>