للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اشترى طلحة بن عبيد الله مالًا من عثمان بن عفان، فقيل لعثمان: إنك قد غبنت، فقال: لي الخيار، فحكم بينهما جبير بن مطعم (١) .

حين اشتد القتال في موقعة (صفين) بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان، تم التراضي على تحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وكتب عقد التحكيم، وأعلنت الهدنة (٢) .

اعتراض على التحكيم:

كان قبول علي التحكيم سببًا في انفصال عدد كبير من جيشه، لا يجيز العدول عن حكم الله إلى حكم الرجال، ولا يجيز مبدأ التحكيم في الدماء (٣) ، وهؤلاء هم الذين أطلق عليهم: (المحكمة الأولى) .

وبعدم جواز التحكيم قال بعض الشافعية، لما فيه من الافتئات على الإمام، وأجازه بعضهم بشرط عدم قاض بالبلد، ولوجود الضرورة حينئذ (٤) . ومن المالكية من لم يجزه ابتداء (٥) .

وقد أفتى بعض الحنفية بمنع التحكيم لكيلا يتجاسر العوام على تحكيم أمثالهم فيحكموا بغير ما شرع الله من الأحكام، وفي ذلك مفسدة عظيمة.


(١) الزيلعي، نصب الراية: ٤ /١٠؛ النووي، المجموع: ٩ / ٣١٦
(٢) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، الحلبي: ١٣٠٣ هـ، ج ٣ ص ١٣٤.
(٣) ابن الأثير، نفس الموضع السابق. وهم يقصدون بحكم الله ما جاء في سورة الحجرات: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ} .
(٤) مغني المحتاج: ٤ / ٣٧٩
(٥) الحطاب، مواهب الجليل: ٦ / ١١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>