للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثالث

في إجهاض الجنين وإرضاع وحضانة الطفل السليم

إذا كانت الأم مصابة

وفيه ثلاثة فروع:

الفرع الأول

إجهاض الجنين المصابة أمه بالإيدز

عند الأطباء عدة نظريات وأقوال في كيفية انتقال فيروس الإيدز إلى الأجنة منها:

١- إن الإصابة تحدث للأطفال نتيجة انتقال الفيروس من المصاب من الأبوين إلى الطفل عن طريق المني، حيث ثبت أن الفيروس قد فصل من المني فتحصل الإصابة للجنين في مرحلة مبكرة ويعزى حدوث بعض حالات الإجهاض إلى هذا السبب.

٢- إن الإصابة بانتقال الفيروس من دم الأم إلى دم الجنين عبر المشيمة ومنه إلى الحبل السري ثم إلى الجنين حيث إنه يتغذى بذلك.

٣- إن الإصابة قد تحصل أثناء عملية الولادة ونزوله من الرحم والمهبل المصاب (١) .

وبعد استعراض كيفية انتقال المرض إلى الأجنة مما يشكل خطورة عليهم، وعلى الأم الحامل حيث يساعد الحمل على تدهور صحتها العامة وظهور آثار المرض يظهر أن أقوال الأطباء في منع الحمل وجيهة وقوية حيث جاء في قصة الإيدز: (وعلى الأم المصابة بالمرض أو العدوى أن تتجنب الحمل والولادة حفاظًا على حالتها الصحية من التدهور وحماية للجنين أو الوليد من الإصابة بالعدوى) (٢) . وهذا القول يتفق مع ما ورد عن الصحابة – رضي الله عنهم – أنهم كانوا يعزلون والقرآن ينزل فلم ينههم صلى الله عليه وسلم، ومنع الحمل هنا خشية على صحة الأم، وخشية من انتقال المرض إلى الجنين وذلك أمر متجه تؤيده قواعد الإسلام الكلية وما اشتملت عليه من أن دفع المضار مقدم على جلب المصالح إذا تساوت فكيف إذا رجحت المفاسد على المصالح.

أما بعد حصول الحمل وقبل نفخ الروح في الجنين ففي الأمر تفصيل. فإن كان الخوف على الجنين فمجال نظر حيث إن نسبة الأطفال المصابين بالعدوى ليست عالية جدًا حيث لا يتجاوز ٤٥ % (٣) حسب استقراء المختصين حتى الآن، أما بعد نفخ الروح فلا يجوز الإجهاض بحال حيث إن إجهاضه قتل له واحتمال سلامته من المرض نسبته عالية عند الأطباء.

أما إذا كان الخوف على الأم من الهلاك وغلب على الظن بقول أطباء موثوقين فيجوز الإجهاض قبل نفخ الروح دفعًا لأعلى الضررين بارتكاب أخفهما. أما بعد نفخ الروح فلا يجوز الإجهاض بحال حيث إن الأم مصابة واحتمال إصابة الجنين قليل.


(١) محمد البار، ومحمد صافي، الإيدز: ص ٧٢ – ٧٣. ومقابلة أجريتها مع مجموعة من الأطباء
(٢) كمال رفعت، قصة الإيدز: ص ١٩، وانظر محمد البار، ومحمد صافي، الإيدز: ص٣٠٥
(٣) مقابلة أجريتها مع مجموعة من الأطباء

<<  <  ج: ص:  >  >>