للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآن أصبح ممكنًا عمليًّا - في كثير من المراكز المتقدمة - أن تأخذ خلية واحدة من الخلايا وتدرسها، فإما أنك تحاول الإصلاح وهذا في المستقبل القريب، بإذن الله تعالى، لمداواة كثير من الأمراض بالتغييرات الجينية، أو على الأقل أن هذه البييضة الملقحة التي لم تدخل بعد إلى الرحم ولم تستقر فيه تترك إذا ثبت أنها مريضة، ما المانع من تركها؟ هذا هو الموجود حاليًا وينفذ حتى في جدة هنا، إمكان دراسته وإيجاد الخلايا وأن هذه البييضة الملقحة فيها مرض وراثي خطير لماذا أتركه؟ لا بد أن يدخل إلى الرحم ثم بعد ذلك أجهضه لا أحد يقول بعملية الإجهاض لجنين قد تكامل أو بدأ في التكامل قبل مائة وعشرين يومًا.

لكن إذا أمكن الآن - وقد أمكن بالفعل لبعض المراكز المتقدمة - أن نأخذ خلية من هذه الخلايا التي بدأت بالانشطار وصارت أربعة خلايا وثماني خلايا، ولمعرفة أن فيها مرضًا وراثيًّا - هذه مرحلة - وعدم إدخالها، المرحلة الثانية إذا أمكن بعد ذلك إصلاحها، يعني عرفنا أن فيها مرضًا وراثيًّا نستطيع إصلاحها، بإذن الله تعالى، ومداواتها، بإذن الله سبحانه وتعالى، لماذا نقول هذا محرم وممنوع مداواتها؟ لا بد أن يأتينا مجموعة كبيرة من المشوهين حتى يكون ذلك من قدر الله!! كله من قدر الله، كما قال عمر - رضي الله عنه -: إن رعيتها في الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيتها في الجدبة رعيتها بقدر الله، قال ذلك لأبي عبيدة عندما استقبله في صرف عندما انتشر الطاعون في ذلك الوقت.

فالأمر واضح الدلالة أن هناك مجالات للاستخدام، هذا الآن في الجينات، واستخدامها في الجينات واسعة جدًّا، وللأسف نحن متخلفون جدًّا، يعني الدكتور صالح كريم يمكن هو الوحيد عندنا في جدة الذي يختص بهذا البحث الجيني أي، ولكن إمكانياتهم ضئيلة ومحدودة جدًّا، وحتى في الرياض الذين هم أفضل قليلًا في بعض الأماكن عندهم إمكانيات ضئيلة جدًّا، وكذلك العالم العربي يعاني بأكمله من هذه المشكلة، وكذلك العالم الإسلامي؛ متخلفون جدًّا في مشروع دراسة الهندسة الوراثية. والدول الغربية واليابان تنفق آلاف الملايين لأن فيها تقدمًا رهيبًا في عالم مداواة الأمراض وفي الأدوية في مجالات واسعة جدًّا جدًّا، معرفة الجينوم البشري والتركيب الجينومي البشري سارية بدون توقف ولا أحد يمنعها، وهي سائرة في كل مكان في العالم ويوجد تعاون وثيق بين الدول الغربية لأن التكاليف ستكون باهظة إذا قامت بها كل دولة لوحدها، فصارت هناك جمعيات تضم أوروبا والولايات المتحدة واليابان لدراسة الجينوم البشري أو الحقيبة الوراثية البشرية، وهم سائرون في ذلك بخطى حثيثة جدًّا ولا ينبغي أن نتخفف عن هذا، يعني الحقيقة ينبغي أن يكون هناك حث شديد بأن تهتم الحكومات الإسلامية بجميع أنواع الأبحاث العلمية بما فيها هذا الجانب وهو الهندسة الوراثية، وإعطائها حقها من الدراسة، وفتح الإمكانيات العلمية الكاملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>