(٢) في جميع أوقاتهم أو في طرفي النهار (يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) ٢٨ من سورة الكهف. (وجهه) رضا الله وطاعته (ولا تعد) ولا تجاوز نظرك إلى غيرهم (أغفلنا) جعلنا قلبه غافلا كأمية بن خلف في دعائه إلى طرد الفقراء عن مجلسك لصناديد قريش، وفيه تنبيه على أن الداعي له إلى هذا الاستدعاء غفلة قلبه عن المعقولات وانهماكه في المحسوسات حتى خفي عليه أن الشرف بحلية النفس لا بزينة الجسد، وأنه لو أطاعه كان مثله في الغباوة (فرطا) أي تقدما على الحق ونبذا له وراء ظهره. أهـ بيضاوي ص ٤١٨. كلام جميل يدعو العاقل إلى اليقظة والانتباه إلى ذكر الله ليجد له في الصالحات مكانا مكينا، وليتبوأ جنة الله مع المهتدين العاملين، وليذم العصاة على ترك ذكر الله، وهجرهم واجباته سبحانه وتعالى. وإني أعجب للاستمرار على اتباع اللهو واللعب والتسويف في الطاعة، والصلاة. والحياة فانية، ولا بد من يوم يسأل فيه المرء عما اقترفت يداه قال الله تعالى: أ - (ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) ١٣ من سورة القيامة. =