للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الصحيح إلا ميمون المرائي، وأبو يعلي والبزار والطبراني، ورواه البيهقي من حديث عبد الله ابن مغفل.

٦ - ورواه الطبراني عن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله عزَّ وجلَّ فيه فيقومون حتى يقال لهمْ: قوموا قد غفر الله لكمْ، وبدَّلت سيِّئاتكم حسناتٍ.

٧ - وروي عنْ أنس رضي الله عنه أيضا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفُّوا بهمْ، ثم يقفون وأيديهم إلى السماء إلى ربِّ العزة تبارك وتعالى، فيقولون: ربنا أتينا على عباد منْ عبادك يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلُّون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ويسألونك لآخرتهم ودنياهمْ، فيقول الله تبارك وتعالى: غشُّوهمْ رحمتي، فهم الجلساء لا يشفى بهم جليسهمْ. رواه البزار.

٨ - وروي عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكِّرُ أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنَّكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر (١) نفسي معكمْ، ثم تلا هذه الآية: واصبرْ نفسك مع الذين يدعون ربِّهُمْ بالغداة والعشيِّ (٢)

إلى قوله وكان أمره فرطاً. أما إنَّه ما جلس


(١) أحبس نفسي تعبد الله في هذه المجالس.
(٢) في جميع أوقاتهم أو في طرفي النهار (يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) ٢٨ من سورة الكهف.
(وجهه) رضا الله وطاعته (ولا تعد) ولا تجاوز نظرك إلى غيرهم (أغفلنا) جعلنا قلبه غافلا كأمية بن خلف في دعائه إلى طرد الفقراء عن مجلسك لصناديد قريش، وفيه تنبيه على أن الداعي له إلى هذا الاستدعاء غفلة قلبه عن المعقولات وانهماكه في المحسوسات حتى خفي عليه أن الشرف بحلية النفس لا بزينة الجسد، وأنه لو أطاعه كان مثله في الغباوة (فرطا) أي تقدما على الحق ونبذا له وراء ظهره. أهـ بيضاوي ص ٤١٨.
كلام جميل يدعو العاقل إلى اليقظة والانتباه إلى ذكر الله ليجد له في الصالحات مكانا مكينا، وليتبوأ جنة الله مع المهتدين العاملين، وليذم العصاة على ترك ذكر الله، وهجرهم واجباته سبحانه وتعالى.
وإني أعجب للاستمرار على اتباع اللهو واللعب والتسويف في الطاعة، والصلاة. والحياة فانية، ولا بد من يوم يسأل فيه المرء عما اقترفت يداه قال الله تعالى:
أ - (ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) ١٣ من سورة القيامة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>