ولا يزال الصابر محمودا مستضيئا، مهتديا مستمرا على الثبات، متحليا بمكارم الأخلاق لا يعرف للجزع سبيلا. قال ابراهيم الخواص: الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة، وقال ابن عطاء: الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال الأستاذ أبو على الدقائق رحمه الله تعالى: حقيقة الصبر أن لا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء لأعلى وجه الشكوى فلا ينافي الصبر. قال الله تعالى في أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد) مع أنه قال: (إني مسني الضر) والله أعلم. (٢) أي تنتفع به إن تلوته وعملت به، وإلا فشاهد على تقصيرك. (٣) أي كل إنسان يسعى بنفسه فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها: أي يهلكها. أهـ نووي ببعض تصرف ص ١٠٢ جـ ٣. إن هذا الحديث جمع خلال الخير وأنواع البر، يدعو إلى النظافة، ويحث على طهارة الظاهر من الدنس والباطن من الحسد والغل والحقد والأذى، ويطلب العمل الصالح وإجابة أوامر الله، والمحافظة على الصلوات تامة كاملة، ويطلب الزكاة والكرام، والانفاق في إقامة مشروعات الخير، وإعانة الفقراء والضعفاء، ويدعو إلى تحلي الأمة بالصبر لتحيا ولتجاهد، ولتعمل ولتنعم ولتتقدم وتجابه الحوادث بعزيمة صارمة شامخة، وإرادة قوية تستهزئ بالمصاعب، وتسخر من الكوارث رجاء فلاحها وحسن عاقبتها (العاقبة للتقوى) ويدعو إلى إرشاد المسلمين إلى كتابهم العزيز، والاصغاء إلى نصائحه، والعمل بأوامر، والتخلي عن مناهيه، وإلا فشاهد عدل وحجة على إهمالهم. قال تعالى: أ - (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الأباب) ٢٩ من سورة ص. ب - (والكتاب المبين ٢ إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ٣ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين) ٥ من سورة الزخرف. لكي تفهموا معانيه وتعملوا به (أم الكتاب) اللوح المحفوظ (لدينا) محفوظا عن التغيير عندنا (لعلي) رفيع الشأن معجز ذو حكمة بالغة، أو محكم لا ينسخه غيره (أفنضرب) أي أنهملكم فنضرب عنكم الذكر حالة كونكم صافحين معرضين عنه، لأن كنتم. أسأل الله السلامة والهداية، ووفقنا يا رب للعمل به ما حيينا، ولاتباع سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (٤) تنزيه الله وتقديسه بالاكثار من ذكر الله وتسبيحه، ويملأ نصف ميزان المسبح ثوابا وحسنات. (٥) الثناء عليه والشكر له وتبجيله. (٦) تعظيم الله يملؤهما أجرا. (٧) حبس النفس عن المفطرات طول يومه حبا في ثواب الله جل وعلا ولذلك تكفل الله وحده باغداق =