(٢) لو قدر ثوابهما جسما لملأ ما بين السماوات والأرض، وسبب عظم فضلهما ما اشتملتا عليه من التنزيه لله تعالى والتفويض والافتقار إلى الله تعالى بقوله الحمد لله والله أعلم. (٣) تمنع من المعاصي، وتنهي عن الفحشاء، والمنكر، وتهدي إلى الصواب كما أن النور يستضاء به، وقيل معناه يكون أجرها نورا لصاحبها يوم القيامة، وقيل لأنها سبب لإشراق أنوار المعارف، وانشراح القلب ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها، وإقباله إلى الله تعالى بظاهره وباطنه، وقد قال الله تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة) وقيل تكون نورا ظاهرا على وجهه في الآخرة، وفي الدنيا يتجلى على وجهه البهاء والصفاء بخلاف من لم يصل والله أعلم. (٤) قال صاحب التحرير: معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين .. كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله كانت صدقاته براهين، ويجوز أن يوسم المتصدق بسيماء يعرف بها فيكون برهانا له على حاله، ولا يسأل عن مصرف ماله، وقال غيره: الصدقة حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه والله أعلم.