(٢) وسطه ملائكة الرحمة يدعون ويستغفرون لمن قرأها، وما أكثر ثواباً ممن حافظ على قراءة هذه الآيات عند نومه: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ١٠٧ خالدين فيها لا يبغون عنها حولا ١٠٨ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ١٠٩ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) ١١٠ من سورة الكهف. (الفردوس) أعلى درجات الجنة (حولا) تحولا. إذ لا يجدون أطيب منها حتى تنازعهم إليه أنفسهم (مدادا) ما يكتب به (لكلمات ربي) لكلمات علمه وحكمته (لنفد البحر) لنفد جنس البحر بأسره لأن كل جسم متناه (قبل أن تنفد كلمات ربي) فإنها غير متناهية لا تنفد كعلمه جل وعلا (مددا) زيادة ومعونة، وسبب نزولها أن اليهود قالوا في كتابكم: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) وتقرءون (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (بشر) لا أدعي الإحاطة على كلماته (يرجو) يؤمل حسن لقائه أو يخاف سوء لقائه (عملا صالحا) يرتضيه الله جل وعلا (ولا يشرك) بأن يرائيه أو يطالب منه أجرا. روي أن جندب بن زهير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعمل العمل لله، فإذا اطلع عليه سرني. قال إن الله لا يقبل ماشورك فيه فنزلت تصديقا له، وعنه عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء) والآية جامعة لخلاصتي العلم والعمل، وهما التوحيد والإخلاص في الطاعة. أهـ بيضاوي ص ٤٢٩. (٣) لم يلحقه فقر، بل يوسع الله عليه رزقه. (٤) يطلبون له المغفرة والرضوان.