للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - وعن الزُّبير رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحبَّ أن تسرَّه صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار. رواه البيهقي بإسناد لا بأس به.

٨ - وعن أمِّ عصمة العوصيَّة رضي الله عنها قالتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منْ مسلم يعمل ذنباً إلا وقف الملك ثلاث ساعاتٍ، فإن استغفر من ذنبه لمْ يكتبه عليه، ولم يعذِّبهُ الله يوم القيامة. رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

٩ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ العبد إذا أخطأ نكتت (١) في قلبه نكتة، فإن هو نزع واستغفر صقلتْ، فإنْ عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فذلك الرَّان الذي ذكر الله تعالى: كلا بل رَانَ على قُلوبهمْ ما كانوا يكسبون. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.

١٠ - وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن للقلوب صدأ كصدإ النُّحاس (٢) وجلاؤها الاستغفار. رواه البيهقي.

١١ - وعن علي رضي الله عنه قال: كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله به بما شاء أن ينفعني، وإذا حدَّثني أحدٌ من أصحابه استحلفته (٣)، فإذا حلف لي صدقته، وقال: وحدَّثني أبو بكر رضي الله عنه


(١) أي أثرت قليلا كالنقطة، شبه الوسخ في المرآة، والسيف ونحوهما قال تعالى: (كلا إن كتاب الفجار ففي سجين ٧ وما أدراك ما سجين ٨ كتاب مرقوم ٩ ويل يومئذ للمكذبين ١٠ الذين يكذبون بيوم الدين ١١ وما يكذب به إلا كل معتد أثيم ١٢ إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ١٣ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ١٤ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ١٥ ثم إنهم لصالوا الجحيم ١٦ ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون) ١٧ من سورة المطففين. (مرقوم) مسطور بين الكتابة أو معلم يعلم من رآه (معتد) متجاوز عن النظر غال في التقليد حتى استقصر قدرة الله تعالى وعلمه فاستحال منه الإعادة (أثيم) منهمك في الشهوات (ران) صدأ على قلوبهم فعمى عليهم معرفة الحق والباطن وغلب عليهم حب المعاصي بالانهماك فيها (لمحجوبون) لا يرون الله، بخلاف المؤمنين (لصالو) ليدخلون النار (يقال) أي يقول الزبانية أهـ بيضاوي.
(٢) هو أن يركبها الرين بمباشرة المعاصي والآثام فيذهب بجلائها كما يعلو الصدأ وجه المرآب والسيف ونحوهما أهـ نهاية. المعنى أن الذاكر الله المستغفر يزيل الغفلة عن قلبه، وكثرة الاستغفار تضيء القلب بنور الله وخشيته فيزداد من الطاعة.
(٣) طلبت منه القسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>