للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصدق (١) أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبدٍ يذنب (٢) ذنباً فيحسن الطهور، ثمَّ يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ هذه الآية: والذين إذا فعلوا فاحشةً (٣) أو ظلموا أنفسهم (٤). إلى آخر الآية.

رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، وليس عند بعضهم: ذكر الركعتين، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وذكر أن بعضهم وقفه.

١٢ - وعن بلال بن يسار بن زيدٍ رضي الله عنه قال: حدَّثني أبي عن جدِّي أنه سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو (٥) الحيَّ (٦) القيوم (٧) وأتوب إليه غفر له، وإن كان فرَّ (٨) من الزحف. رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

(قال الحافظ): وإسناده جيد متصل متصل فقد ذكر البخاري في تاريخه الكبير أن بلالا سمع من أبيه يسار، وأن يساراً سمع من أبيه زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف في يسار والد بلال: هل هو بالباء الموحدة، أو بالياء المثناة تحت، وذكر البخاري في تاريخه أنه بالموحدة، والله أعلم.

ورواه الحاكم من حديث ابن مسعود، وقال: صحيح على شرطهما إلا أنه قال: يقولها ثلاثاً.


(١) وصدق أبو بكر. كذا د وع ص ٥٣٩.
(٢) يفعل خطأ يغضب الله، ثم تاب وأناب، وتوضأ وتنفل.
(٣) فعلة بالغة في القبح كالزنا.
(٤) ارتكبوا المعاصي، وحملوا أنفسهم فوق طاقتها بهجر أوامر الله. قال البيضاوي: بأن أذنبوا أي ذنب كان، وقيل الفاحشة الكبيرة، وظلم النفس الصغيرة، ولعل الفاحشة ما يتعدى، وظلم النفس ما ليس كذلك (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) تذكروا وعيده أو حقه العظيم أو لحكمته فندموا وتابوا (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) أي ولم يقيموا على ذنوبهم غير مستغفرين لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة). والمعنى: (من أخطأ وتاب إلى ربه، وأقبل عن عبادته بالركعتين ثم استغفر محا الله ذنوبه وستر عيوبه، وأزال آثامه، وطهر صحيفته.
ومن شروط قبول الاستغفار أن يقلع المستغفر عن الذنب، وإلا فالاستغفار باللسان مع التلبس بالذنب كالتلاعب.
(٥) لا يستحق العبادة سواء ولا يوجد إله غيره.
(٦) الذي اتصف بالحياة الكاملة لا يعتريه سبحانه فناء. قال البيضاوي: الذي يصح أن يعلم ويقدر، وكل ما يصح له فهو واجب لا يزول لامتناعه عن القوة والإمكان. أهـ.
(٧) الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه المحيط بصيانته.
(٨) يمحو الله سيئات القاتل، وإن ذهب ليجاهد فرأى العدو ففر وقت الهجوم وقرب الأعداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>