للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - وروي عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره فقال: استغفروا الله، فاستغفرنا فقال: أتموها سبعين مرَّة، يعني فأتممناها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد، ولا أمةٍ (١) يستغفر الله في يوم سبعين مرَّة إلا غفر الله له سبعمائة ذنبٍ، وقد خاب (٢)

عبد أوْ أمة عمل في يومٍ وليلةٍ أكثر من سبعمائة ذنبٍ. رواه بن أبي الدنيا والبيهقي والأصبهاني.

١٤ - وعن أنس أيضا رضي الله عنه في قوله عزَّ وجلَّ: فتلقى (٣) آدم من ربه كلماتٍ فتاب (٤) عليه إنه هو التواب (٥) الرحيم (٦)،

قال قال: سبحانك اللهمَّ


(١) أي ذكر أو أنثى.
(٢) أي خسر من ترك الاستغفار، والمعنى أن كثرة الاستغفار تزيل الذنوب ولو تضاعف عددها. فكأن المرة الواحدة من الاستغفار تمحو عشر سيئات. قال الشاعر:
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفيك ما علمتني الطلبا
أي إن إرادتك العظيمة يا ب محو ذنوب من وفقته للاستغفار، فالاستغفار نعمة أبقاها الله جل وعلا ليتطهر به العبد، وليكثر من طلب غ فرانه. فالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم عصمهم الله تعالى من الأخطاء الكبيرة والصغيرة، ولكن هم أشد الناس اجتهادا في العبادة. وفي حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أما والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) فاستغفاره صلى الله عليه وسلم كما في الفتح تشريع لأمته، أو من ذنوب الأمة فهو كالشفاعة لهم. أهـ ص ٧٩ جـ ١١.
قال عياض. الاستغفار لإظهار العبودية لله والشكر لما أولاه، وقيل هي حالة خشية وإعظام، والاستغفار شكرها، ومن ثم قال المحاسبي: خوف المتقربين خوف إجلال وإعظام. قال تعالى: (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم) ٣٩ من سورة المائدة.
(٣) استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها حين عملها.
(٤) رجع عليه بالرحمة وقبول التوبة، وإنما رتبه بالفاء على تلقي الكلمات لتضمنه معنى التوبة، وهو الاعتراف بالذنب والندم عليه، والعزم على أن لا يعود إليه، واكتفى بذكر آدم لأن حواء كانت تبعا له في الحكم، ولذلك طوى ذكر النساء في أكثر القرآن والسنن.
(٥) الرجاع على عباده بالمغفرة، أو الذي يكثر إعانتهم على التوبة. وأصل التوبة: الرجوع، فإذا وصف بها العبد كان رجوعها من المعصية، وإذا وصف بها البارئ تعالى أريد بها الرجوع عن العقوبة إلى المغفرة.
(٦) المبالغ في الرحمة، وفي الجميع بين الوصفين وعد للتائب بالاحسان مع العفو. أهـ بيضاوي ص ٢٦. قال تعالى:
أ - (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا) فكأن الذكر سعادة، وتركه شقاوة.
ب - (إن للمتقين مفازا ٣١ حدائق وأعنابا ٣٢ وكواعب أترابا ٣٣ وكأسا دهاقا ٣٤ لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ٣٥ جزاء من ربك عطاء حسابا ٣٦ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن =

<<  <  ج: ص:  >  >>