للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيامة وجبتْ له شفاعتي. رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط، وبعض أسانيدهم حسن.

٣١ - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذ صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة فإنكم لا تدرون لعلَّ ذلك يعرض عليه. قال: فقالوا له: فعلِّمنا، قال قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد ع بدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهمَّ ابعثه مقامًا محمودًا (١) يغبطه (٢) به الأولون والآخرون. اللهمَّ صلِّ على محمد، وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنك حميد (٣) مجيد (٤)، اللهمَّ بارك على محمدٍ، وعلي آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميد مجيد. رواه ابن ماجه موقوفًا بإسناد حسن.

٣٢ - وعن علي رضي الله عنه قال: كلُّ دعاء محجوب (٥) حتى يصلي على محمدٍ صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في الأوسط موقوفًا، ورواته ثقات، ورفعه بعضهم، والموقوف أصحّ.

٣٣ - ورواه الترمذي عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب موقوفًا قال: إنَّ الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم.


(١) يستحق الثناء الشفاعة: أي مقاما يحمده القائم فيه، وكل من عرفه، وهو مطلق في كل مقام يتضمن كرامة.
(٢) يتمنى مثله السابقون واللاجئون. قال تعالى: (ومن الليل فتهجد به انافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) ٧٩ من سورة الإسراء.
(٣) فاعل ما يستوجب به الحمد. كثيره. صيغة مبالغة.
(٤) كثير الخير والإحسان. قال تعالى: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) ٧٣ من سورة هود والمعنى أن هذه الصيغة اختارها سيدنا رسول الله صلاة وسلاما عليه وعلمناها رجاء أن يتبعها المحسنون المتقون.
(٥) ممنوع أن يصعد به إلى الله جل وعلا حتى يتبعه الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وأنها سبب إجابة الدعاء. قال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بأن الدعاء محبوس بين السماء والأرض معلق وواقف لا يذهب مناه شيء إلى حضرة الذات العلية القدسية، ويستمر وقفه حتى يصل الداعي على حضرة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكأن الصلاة عليه الموصل الجيد، والمذياع الناقل إلى الملكوت الأعلى ليجيب الله من ناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>