أ - (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول). ب - (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) ٧١ من سورة الأحزاب. جـ - (والله ورسوله أحق أن يرضوه) وفي تسميته رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبي الله، ومنه ذكره في كتب الأولين أهـ. نسفي. (نشرح) قال الصاوي: المراد هنا توسعة الصدر بالنور الإلهي ليسع مناجاة الحق ودعوة الخلق. فصار مهبط الرحمات ومنبع البركات. روي أن جبريل عليه السلام: أتاه وهو عند مرضعته حليمة وهو ابن ثلاث سنين أو أربع فشق صدره وأخرج قلبه وغسله، ونقاء وملأه علما وإيمانا، ثم رده في صدره، وحكمة ذلك لينشأ على أكمل حال، ولا يعيث كالأطفال، وشق أيضاً عند بلوغه عشرين سنين، ليأتي عليه البلوغ وهو على أجمل الأخلاق وأطيبها، وعند البعثة ليتحمل القرآن والعلوم، وليلة الإسراء ليتهيأ لملاقاة أهل الملأ الأعلى، ومناجاة الحق جل جلاله، ومشاهدته، وتلقيه عنه فمرأت الشق أربع زيادة في تنظيفه وتطهيره ليكون كاملا مكملا، لا يعلم قدره غير ربه. قال البوصيري: ما مضت فترة من الرسل إلا ... بشرت قومها بك الأنبياء قال البيضاوي: (ألم نشرح) ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق، ودعوة الخلق. فكان غائبا حاضرا، أو لم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم، وأزلنا عنه ضيق الجهل، أو بما يسرنا لك تلقي الوحي بعد ما كان يشق عليك، وقيل إنه إشارة إلى ما روي: أن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباه، أو يوم الميثاق فاستخرج قلبه، ثم ملأه إيمانا وعلما، ولعله إشارة إلى نحو ما سبق، ومعنى الاستفهام إنكار نفي الانشراح مبالغة في إثباته (ورفعنا لك ذكرك) بالنبوة وغيرها، وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه تعالى في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعته، وصلى عليه ملائكته، وأمر المؤمنين بالصلاة عليه، وخطابه بالألقاب. أهـ. لا إله إلا الله محمد رسول الله. والخلاصة التي أنشدها: أن يكثر المسلمون من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يمنحهم ربهم برضوانه، وينفحهم بنفحات مصطفاه. فهو سبحانه اختاره صدره صلى الله عليه وسلم كان قال الشيخ محمد عبده بإخراجه من تلك الحيرة التي كان يضيق لها صدره بما كان يلاقيه في سبيله من جمود قومه وعنادهم. فكان يلتمس الطريق لهدايتهم. فعلمه الله كيف يسلك إلى نفوسهم، وهداه بالوحي إلى الدين الذي ينقذهم به من الهلكة التي كانوا أشرفوا عليها، وقد كان ما يهمه من أمرهم حملا ثقيلا عليه. فوضعه الله عنه وأراحه من ثقله بقيادة الله له في سبيل نجاتهم، وتعهده بالوحي كلما التبس عليه أمر، أو ضاق عليه مذهب فبهذه الهداية التي تكفل الله بها قد وضع ذلك العبء الثقيل كما قال: (ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك) ٣ من سورة الشرح. هداه الله إلى إنقاذ أمة، بل أمم كثيرة من ورق الأوهام وفساد الأحلام، ورجع بهم إلى الفطرة السليمة: حرية العقل والإرادة والإصابة في معرفة الحق، ومعرفة من يقصد بالعباد فاتحدت كلمتهم في الاعتقال بالإله الواحد فاستخلصوا حياة كانت في مخالب الموت كما قال: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم) فمن كان هذا عماه فأي ذكر أرفع من ذكره، وأي شأن أعلى من شأنه؟ هذا إلى ما فرض الله من الإقرار بنبوته، =