للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - وعنه رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أدَّيت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك، ومن جمع مالاً حراماً، ثمَّ تصدَّق به لمْ يكن له فيه أجرٌ وكان إصره عليه (١). رواه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحهما، وا لحاكم، كلهم من رواية دراج عن ابن حجيرة عنه.

ورواه الطبراني من حديث أبي الطفيل، ولفظه قال: من كسب مالاً من حرامٍ، فأعتق منه، ووصل منه رحمه (٢) كان ذلك إصراً (٣) عليه.

١٤ - وروي أبو داود في المراسيل عن القاسم بن مخيمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اكتسب مالاً من مأتمٍ (٤) فوصل به رحمه، أوْ تصدَّق به، أو أنفقه في سبيل الله جمع ذلك كلُّه جميعاً فقذف (٥) به في جهنم.

١٥ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قسم بينكم أخلاقكمْ كما قسم بينكم أرزاقكمْ، وإن الله يعطي الدنيا من يحبُّ ومنْ لا يحبُّ، ولا يعطي الدين (٦) إلا من يحبُّ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبَّه، ولا والذي نفسي بيده لا يسلم (٧) أولا يسلم عبد حتى يسلم، أو يسلم قلبه (٨) ولسانه، ولا يؤمن حتى يؤمن جاره بوائقه، قالوا: وما بوائقه؟ قال: غشمه (٩) وظلمه،


(١) المتصدق من المال الحرام محروم من ثواب إنفاقه، وأصره: أي ذنبه عليه.
(٢) أي أعطى أقاربه وأنفق عليهم منه.
(٣) إثما وعقوبة وجلبا الدمار والعذاب الأليم.
(٤) طرق جالبة السيئات والآثام الجسام.
(٥) أي رمي به، والمعنى أن الأعمال التي شيدها جامع المال من حرام باطلة لا ثواب له فيها، ويقذف مع ماله في النار. وفيه أن الإنسان يكد ويأكل من عرق جبينه ويشيد الصالحات من ماله الحلال فقط، ويزيل الطمع والشره ويترك المال الحرام.
(٦) التقوى واتباع الشرع الشريف وعمل الصالحات.
(٧) لا ينقاد لأمور الشرع.
(٨) يخلص قلبه من الحسد، والمكر، واللؤم، ويصفو ويستنير بالقرآن، والسنة، ويبعد لسانه عن الفحش، والبذاءة، والنميمة، والدس، والكيد، والوقيعة، وهكذا من الإفساد والإغواء.
(٩) في القاموس الغشم الظالم. فالواو عطف تفسير، وقد غشمه يغشمه، وغشم الحاطب احتطب ليلا فقطع كل ما قدر عليه بلا نظر وفكر أهـ. وبوائقه: أي غوائله، وشروره، واحدها بائقة، وهي الداهية أهـ. نهاية. وأقول غشمه: أي أذاه، وتعديه وغفلته عن راحة جاره، ونسيان واجبات إكرامه.

<<  <  ج: ص:  >  >>