للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبْلكمْ. رواه الترمذي، والحاكم كلاهما من طريق حسين بن قيس عن عكرمة عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. (قال الحافظ): كيف، وحسين بن قيس متروك، والصحيح عن ابن عباس موقوف، كذا قال الترمذي وغيره.

٣ - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا معشر المهاجرين: خمسُ خصالٍ إذا ابتليتم (١) بهنَّ، وأعوذ بالله أن تدركوهنَّ (٢): لم تظهر الفاحشة (٣) في قومٍ قطّ حتى يعلنوا بها إلا فشافيهم الطاعون (٤) والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم (٥) الذي مضوا، ولمْ ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين (٦)، وشدَّة المئونة (٧)، وجور (٨) السلطان عليهم، ولمْ يمنعوا زكاة (٩) أموالهمْ إلا منعوا القطر (١٠) من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا. ولمْ ينقضوا عهد الله (١١)

وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا (١٢) من غيرهمْ فأخذوا


= إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ١٣ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ١٤ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ١٥ ثم إنهم لصالوا الجحيم ١٦ ثم ييقال هذا الذي كنتم به تكذبون. كلا) ١٧ من سورة المطففين.
(سجين) كتاب كامع لأعمال الفجرة من الإنس والجن (مرقوم) مسطور (معتد) متجاوز عن النظر غال في التقليد حتى اقتصر قدرة الله تعالى وعلمه فاستحال منه الإعادة وقصر في أوامره سبحانه وتعالى (أثيم) منهمك في الشهوات ناس حقوق الله عليه غافل عن ذكره بعيد عن طاعته من فرط جهله وعمايته عن الحق. غلب عليهم حب المعاصي حتى صار صدأ على قلوبهم كما قال صلى الله عليه وسلم (إن العبد كلما أذنب ذنبا حصل في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه) وهذا هو الرين، أي الصدأ (لمحجوبون) لا يرونه سبحانه، هم ممنوعون عن مشاهدة الذات العلية (عن ربهم أي من قرب ربهم).
(١) اختبرتم.
(٢) طلب صلى الله عليه وسلم نجاة المؤمنين الصادقين العاملين منها.
(٣) الزنا واللواط.
(٤) الأمراض الوبائية الحاصدة الأرواح، المؤلمة المزعجة وحوادث اليوم تحقق صدق قوله صلى الله عليه وسلم.
(٥) الأمم السابقة والأجداد.
(٦) المجاعة، والقحط، وشدة الجدب، وذهاب البركة من الزروع، والأزمة الخانقة.
(٧) الأثقال، والهموم، والأحزان.
(٨) ظلم الحاكم.
(٩) المقدر إخراجها في الذهب والفضة والتجارة والزروع والمواشي وغيرها وكذا الصدقات، وأعمال البر.
(١٠) المطر.
(١١) طاعته سبحانه، والعمل بشريعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ١٧٢ أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ١٧٣ وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون) ١٧٤ من سورة الأعراف.
أي أخرج سبحانه من أصلابهم نسلهم على ما يتاالدون قرنا بعد قرن ليشهدوا دلائل ربوبيته، وركب في عقولهم ما يدعوهم إلا الإقرار بها. فعهد الله طاعته.
(١٢) أجنبيا وحاكما ليسلبوا نعمتهم وليحبسوا حريتهم وليغلوا أيديهم فيقعوا في الأسر والهوان، والذل.

<<  <  ج: ص:  >  >>