للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض ما في أيديهمْ، وما لمْ تحكمْ أئمَّتهمْ (١) بكتاب الله تعالى، ويتخيَّروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم (٢)

بينمْ. رواه ابن ماجه، واللفظ له والبزار والبيهقي، ورواه الحاكم بنحوه من حديث بريدة، وقال: صحيح على شرط مسلم.

ورواه مالك بنحوه موقوفاً على ابن عباس، ولفظه قال: ما ظهر الغلول (٣) في قومٍ إلا ألقى الله في قلوبهم الرُّعب (٤)، ولا فشا الزِّنا في قومٍ إلا كثر فيهم الموت (٥) ولانقص قومٌ المكيال والميزان إلا قطع الله عنهم الرِّزق (٦)، ولا حكم قومٌ بغير حقٍّ


(١) أمراؤهم وعلماؤهم.
(٢) قتالهم وأوجد في قلوبهم النفور والشقاق والتباغض: ونزع منهم نعمة الألفة، والاتحاد والمودة. قال تعالى (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا، ويذيق بعضكم بأس بعض، انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون) ٦٥ من سورة الأنعام (من فوقكم) إنزال الصواعق كما فعل بقوم نوح ولوط، وأصحاب الفيل، أو سلط عليكم ظلم أكابركم وحكامكم (أو من تحت أرجلكم) أرسل عذابا من الأرض كما أغرق فرعون وخسف بقارون وانتقم من السلفة والعبيد وأشرار المجرمين (بلبسكم شيعا) يخلطكم فرقا متحزبين، على أقل شيء ينشب القتال وتتقد نانر العداوة، ويقاتل بعضكم بعضا. انظر إلى حال المسلمين يا أخي الآن سنة ١٣٥٤ هـ. هل نحن متمسكون بآداب الدين. وهل نحن عاملون بكتاب الله وسنة حبيبه. أرجو أن نعمل، عسى الله أن يضم شعثنا ويقرب قلوبنا في الله ولله لنسمو، نذر خمسة نادى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر المهاجرين الذين نصروه واتبعوه وفارقوا أوطانهم في سبيل الذب عن دين الله تعالى ونصره.
أ - يتبع المعاصي والمنكرات الأمراض الوبائية.
ب - ويتبع الغش ونقص المكيال والميزان الأزمة الطاحنة وقلة المال، وظلم الحاكم الوالي عليهم.
جـ - يتبع البخل والشح وعدم إخراج زكاة أموالهم منع الأمطار وجفاف الأنهار.
د - يتبع عدم طاعة الله ورسوله الذي والأسر والوقوع في أيدي الأجانب يتحكمون في رقابهم وثروتهم وبلدهم.
هـ - يتبع أحكام العلماء على غير مناهج القرآن والسنة الفتن الداخلية والشقاق والتنافر والتخاصم والتخاذل يحارب المسلمون بعضهم بعضا (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون). هذا نذير من النذر الأولى ٥٦ أزفت الآزفة ٥٧ ليس من دون الله كاشفة) ٥٨. أي هذا القرآن إنذار من الإنذارات السابقة، أو هذا الرسول نذير من جنس المنذرين الأولين، وقد دنت الساعة (أفمن هذا الحديث تعجبون ٥٩ وتضحكون ولا تبكون ٦٠ وأنتم سامدون ٦١ فاسجدوا لله واعبدوا) ٦٢ من سورة النجم، يعني القرآن، سامدون: لا هون أو مستكبرون: فاعبدوا الله أيها المسلمون واعملوا بشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذروا عصيانه.
(٣) السرقة الخفية والخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة في الحرب قبل القسمة، وكل من خان في شيء خفية فقد غل، وفيه (ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم) هو من الإغلال: الخيانة).
(٤) الفزع والخوف، والمعنى عدم الأمانة يجلب الشقاق والنفاق وينزع الأمن، ويجلب عدم الطمأنينة.
(٥) سلط عليهم الأوباء الحاصدة الناسفة المميتة.
(٦) الخير والبركات.

<<  <  ج: ص:  >  >>