للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا فشافيهم الدَّم (١)، ولا ختر قومٌ إلا سلَّط الله عليهم العدوَّ (٢).

رفعه الطبراني وغيره إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(الختر) بالخاء المعجمة، والتاء المثناة فوق: هو الغدر، ونقض العهد. (والسنين) جمع سنة: وهي العام المقحط الذي لم تنبت الأرض فيه شيئا سواء وقع قطر أو لم يقع.

٤ - وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: القتل في السبيل (٣) الله يكفِّر (٤) الذنوب كلها إلا الأمانة. ثمَّ قال: يؤْتي بالعبد يوم القيامة، وإن قتل في سبيل الله فيقال أدِّ أمانتك فيقول: يا ربِّ كيف وقد ذهبت الدنيا. قال فيقال: انطلقوا به إلى الهاوية فينطلق به إلى الهاوية، وتمثَّل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه فيراها فيعرفها فيهوى في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه حتى إذا نظر ظنَّ أنه خارجٌ زلَّت عن منكبيه فهو يهوى في أثرها أبد الآبدين، ثمَّ قال: الصلاة أمانة، والوضوء أمانةٌ، والوزن أمانة. والكيل أمانة، وأشياء عدَّها، وأشدُّ ذلك الودائع.

قال يعني: زاذان، فأتيت البراء بن عازبٍ فقلتُ: ألا ترى إلى ما قال ابن مسعودٍ قال: كذا قال كذا. قال: صدق، أما سمعت الله يقول: إن الله يأمركم (٥) أن تؤدُّوا الأمانات


(١) كثرة القتل. والمعنى أن الحكام إذا لم يعدلوا انتزع الأمن وتعدى كل مظلوم على ظالمه وقتله وانتقم منه.
(٢) الأجنبي الظالم يتحكم فيهم. قال تعالى (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) ١٢٩ سورة الأنعام. وقال تعالى (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون ٤٢ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ٤٣ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ٤٤ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) ٤٥ من سورة الأنعام.
وقال. تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ١٥ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ١٦ أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير) ١٧ من سورة الملك. شاهدنا تذليل الأرض في جوانبها وفي جبالها التماسا لنعم الله مع طاعته، والعمل بآداب دينه واعتقاد المرجع إليه جل وعلا، فيسأل سبحانه من شكر ما أنعم علينا ويطلب سبحانه وتعالى الاستقامة، ومنه وفاء الكيل والميزان وإلا سلط ملائكته الموكلين على تدبير هذا العالم على إفساد الجو فيملأ بالجراثيم والأمراض وتزلزل الأرض بمن فيها وتضطرب أو يمطر علينا حصباء مهلكة. نسأل الله السلامة.
(٣) الجهاد لأجل نصر دين الله.
(٤) يمحو.
(٥) خطاب يعم المكلفين، ويطلب الله تعالى أن ترد الأشياء المودعة في الذمة كما هي كاملة مستوفاة: أي =

<<  <  ج: ص:  >  >>