للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة (١) والنصح لكلِّ مسلم (٢). رواه البخاري ومسلم والترمذي.

ورواه أبو داود والنسائي، ولفظهما: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السَّمع (٣) والطاعة (٤)، وأن أنصح لكِّ مسلم، وكان إذا باع الشيء أو اشترى. قال: أما إن الذين أخذنا منك أحبُّ إلينا مما أعطاك فاختر (٥).

١٦ - وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجلَّ: أحبُّ ما تعبَّد لي به عبدي النُّصح لي (٦). رواه أحمد.

١٧ - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لا يهتمُّ بأمر (٧)

المسلمين فليس منهمْ، ومنْ لمْ يصبحْ ويمس ناصحاً لله ولرسوله، ولكتابه، ولإمامهِ، ولعامَّة المسلمين فليس منهم رواه الطبراني من رواية عبد الله بن أبي جعفر.


(١) قال القاضي عياض: اقتصر على الصلاة والزكاة لشهرتهما، ولم يذكر الصوم وغيره لدخول ذلك في السمع والطاعة.
(٢) هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه اتفق مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام بثلاثة:
أ - أداء الصلاة في أوقاتها تامة الأركان مستوفية الشروط والسنن.
ب - إخراج زكاة الأموال والأبدان مع الصدقة جهد الطاقة.
جـ - إسداء النصيحة الخالصة، وتقديم الاستشارة المسددة، والإرشاد إلى الصواب.
(٣) أن يصغي إلى أقواله صلى الله عليه وسلم، ويعمل بها.
(٤) طاعة الله ورسوله، ثم أظهر ما يدل على الورع، وكمال الإيمان: أن يترك الحرية إذا تسلم شيئاً من أحد، ويمدح ما أخذ، ويقول أيها البائع أو أيها المشتري اختر لنفسك ما يحلو، وإن ما أخذته جميل، ومحبب إلي وأخشى أن أظلمك.
(٥) أي اطلب ما تحب. وفي غريب: القرآن النصح تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه: (وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم، ولكن لا تحبون الناصحين) آية ٧٩ من سورة الأعراف.
نصحت له: أي أخلصت له (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم) وناصح العمل خالصه أهـ.
(٦) الأمر بطاعتي، وتنفيذ أوامري، والقدوة الحسنة لغيره، والداعي إلى الخير، وعمل البر ومشيد الصالحات ابتغاء وجهي.
(٧) من لا ينظر إلى شئون المسلمين نظر رحمة، وعطف وحنان وإحسان، ويبذل قصارى جهده في قضاء حاجاتهم وتخفيف كروبهم، وإزالة آلامهم، فهو ناقص الإسلام غير محشور في زمرتهم بعيد من نعيم الله ورضوانه لأنه قاسي القلب، فاقد الشفقة: قال صلى الله عليه وسلم.
أ - (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا).
ب - (ترى المسلمين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر).

<<  <  ج: ص:  >  >>