للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صحيحه، ولفظه: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يحبَّ للناس ما يحبُّ لنفسه.


= تاسعاً: تعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين على إخلاص المودة، والمحبة وبذل النصيحة.
عاشراً: إن الإسلام بعيد عن الغاش الكذاب المنافق الماكر اللئيم محب الخير لنفسه فقط (فليس منهم).
الحادي عشر: إقامة الوعظ والإرشاد وتفهيم مسائل العلم مما يقربك إلى الله جل وعلا (النصح لي) ويزيدك محبة وإجلالا.
كالنور أو كالسحر أو الكبدر أو ... كالوشي في برد عليه موشع
وموجب الصداقة المساعده ... ومقتضى المودة المعاضده
البغي داء ماله دواء ... ليس لملك معه بقاء
والغدر بالعهد قبيح جداً ... شر الورى ما ليس يرعى عهداً
الثاني عشر: راية الإيمان الخافقة المتلألئة محبة الخير لأخيك كنفسك. قال الإمام علي كرَّم الله وجهه: اجعل لنفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك. فأحب لغيرك ما تحب لنفسك وأكره له ما تكره لها.
(الرسل عليهم الصلاة والسلام يأمرون بإتمام المكيال والميزان، وعدم الغش كما قال الله تعالى)
أ - (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ٨٤ ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ٨٥ بقيت الله خير لكم إن كنت مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ) ٨٦ من سورة هود عليه السلام.
أراد أولاد مدين بن إبراهيم عليه السلام، أو أهل مدين بلد بناه فسمي باسمه، ثم أمرهم بتوحيد الله جل وعلا ثم نهاهم من البخس المنافي للعدل المخل بحكمة التعارف (محيط) مهلك (وأحيط بثمره) (بالقسط) بالعدل والسوية من غير زيادة ولا نقصان، والعثو الإفساد، ويعم تنقيص الحقوق، وقيل السرقة وقطع الطريق والغارة وقيل المراد بالبخس المكس كأخذ العثور في المعاملات (بقيت الله) ما أبقاء لكم من الحلال بعد التنزه عما حرم عليكم، وقيل طاعته وتقواه التي تكف من المعاصي بشرط أن تصدقوا فتعملوا.
ب - (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ٣٤ وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا) ٣٥ من سورة الإسراء.
أي ما عاهدكم الله به من التكاليف، ولا تبخسوا في الكيل وزنوا بالميزان السوي (تأويلا) عاقبة، من آل إذا رجع.
جـ - (والسماء رفعها ووضع الميزان ٧ ألا تطغوا في الميزان ٨ وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) ٩ من سورة الرحمن.
(رفعها) خلقها (الميزان) العدل لئلا تعتدوا فيه، ولا تجاوزوا الانصاف (ولا تخسروا) ولا تنقصوا. قال الشاعر:
ووف كل حقه ولتكن ... تكسر عند الفخر من حدتك
والشر مهما استطعت لا تأته ... فإنه حور على مهجتك
وأقن الوفاء ولو أخل ... بما اشتطرت وما اشترط
وغدر الفتى في عهده ووفائه ... وغدر المواضي في نبو المضارب =

<<  <  ج: ص:  >  >>