للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩ - وروي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الدَّين يقتصُّ من صاحبه يوم القيامة إذا مات إلا من تديِّن في ثلاث خلالٍ: الرَّجل تضعف قوَّته في سبيل الله، فيستدين يتقوَّى به على عدوِّ الله وعدوِّه، ورجل يموت عنده مسلم لا يجد بما يكفِّنه ويواريه إلا بدين، ورجلٌ خاف على نفسه العزبة فينكح خشيةً على دينه، فإنَّ الله يقض عن هؤلاء يوم القيامة (١).

رواه ابن ماجه هكذا، والبزار.

ولفظه: ثلاثٌ من تديَّن فيهنَّ، ثمَّ مات ولم يقض فإنَّ الله يقضي عنه: رجل يكون في سبيل الله فيخلق (٢) ثوبه، فيخاف أن تبدو عورته (٣)، أو كلمة نحوها فيموت، ولمْ يقض دينه، ورجلٌ مات عنده رجل مسلمٌ فلمْ يجد ما يكفِّنه به، ولا ما يواريه فمات ولمْ يقض دينه ورجلٌ تخاف على نفسه العنت فتعفَّف بنكاح امرأةٍ فمات ولمْ يقْضِ، فإنَّ الله يقضي عنه يوم القيامة.

(العنت) بفتح العين والنون جميعا: هو الإثم والفساد.

٢٠ - وعن عبد الله بن ججعفرٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله مع الدَّائن (٤) حتى يقضي دينه مالمْ يكنْ فيما يكرهه الله. قال: وكان عبد الله بن جعفرٍ يقول لخازنه: اذهب فخذ لي بدينٍ (٥) فإني أكره أن أبيت ليلة إلا


(١) المعنى ثلاثة يرد الله عنهم غائلة الدين ويبعد عنهم عقاب المماطلة.
أ - المستدين للجهاد في سبيل نصر دين الله وتكبيت أعداء الإسلام والذب عن حياض آدابه.
ب - المدين لتكفين الفقير ودفنه.
جـ - الأعزب الذي يستدين ليتزوج.
(٢) يبلي.
(٣) تظهر سوءته فاستدان ليتجمل وليخفي ما يجب ستره، والعورة للرجل من السرة إلى الركبة وللمرأة جميع جسمها، فإن الله يرضي الدائن ويغدق عليه بنعيمه فيرضي عن مدينه.
(٤) الذي يعطي المحتاج ويفرج كربة المضايق المهموم المحزون مدة إعطائه في حلال يرضي الله جل وعلا، يقال دنت الرجل: أخذت منه دينا، وأدنته جعلته دائنا وذلك بأن تعطيه دينا. قال أبو عبيدة: دنته أقرضته، ورجل مدين ومديون، ودنته: استقرضت منه. قال الشاعر:
ندين ويقضي الله عنا وقد نرى ... مصارع قوم لا يدينون ضيعا
قال تعالى: (إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه) (من بعد وصية يوصى بها أو دين).
(٥) صحابي جليل يريد أن يكون له فضل على الناس بالقرض رجاء أن الله يشمله برحمته ورضوانه ورعايته قال تعالى: (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم) ١٧ من سورة التغابن وقال تعالى: (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) ٢٩ من سورة الحديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>