للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله معي (١) بعد إذ سمعته منْ رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه ابن ماجه باسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وله شواهد.

٢١ - وعنْ عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: من حالتْ (٢) شفاعته دون حدٍ من حدود الله، فقدْ ضادَّ الله (٣)

في أمره، ومن مات وعليه دينٌ، فليس ثمَّ (٤) دينارٌ ولا درهمٌ ولكنَّها الحسنات والسَّيئات، ومن خاصم (٥) في باطلٍ، وهو يعلم لمْ يزلْ في سخط (٦) الله حتى ينزع (٧)، ومن قال في مؤمن: ما ليْس فيه حبس في ردغة (٨) الخبال حتى يأتي بالمخرج (٩) مما قال. رواه الحاكم وصححه، ورواه أبو داود والطبراني بنحوه، ويأتي لفظهما إن شاء الله تعالى.

٢٢ - وعن سمرة بن جندبٍ رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هاهنا أحدٌ من بني فلانٍ؟ فلم يحبه أحدٌ، ثمَّ قال: هاهنا أحدٌ من بني فلان؟ فلمْ يحبه أحدٌ، ثمَّ قال: هاهنا أحدٌ من بني فلانٍ؟ فقام رجل فقال: أنا يا رسول الله فقال: من منعك أن تجيبني في المرَّتين الأوليين. قال: إني لم أنوِّهْ بكمْ إلا خيراً،


(١) بعونه ورأفته وإحاطته.
(٢) منعت عقابا في الانتقام وتنفيذ أوامر الله.
(٣) كان لله عدوا وضدا وأعلن الحرب على الله تعالى لأنه ساعد المجرمين وضيع حقوق الله في وساطته قال تعالى (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ٢٠ كتب الله لأغلبن أنا ورسولي إن الله قوي عزيز ٢١ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) ٢٢ من سورة المجادلة.
أي الذين يحادون الله هم العصاة والفساق ووسطاء السوء وشفعاء الأشرار لذهاب معالم الحق وتفشي الباطل وضياع مظاهر العدل وإخفاء الأنوار المضيئة في البر والخير، فجند الله أنصار الحق (من حاد الله) أي خالفه وعاداه أي من الممتنع أن تجد قدما مؤمنين يوالون المشركين، والمراد أنه لا ينبغي أن يكون ذلك، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال، مبالغة في الزجر عن مجانبه أعداء الله ومباعدتهم والاحتراز عن مخالطتهم ومعاشرتهم أهـ نسفي ص ١٧٩ وأنا أعد مساعدي المجرمين شركاء لهم في الذنب، وقال تعالى (ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) ١٤ من سورة النساء.
(٤) يوم القيامة (يوم يؤخذ بالنواصي والأقدام).
(٥) جادل وفجر وشق عصا الطاعة.
(٦) غضبه.
(٧) يرجع، والمعنى أن الذي يميل إلى النفاق والباطل وعصيان الله يستمر غضب الله ينصب عليه حتى يتوب إلى الله ويعترف بالحق وينصره ويدافع عنه.
(٨) جاء تفسيرها في الحديث: أنها عصارة أهل النار، والردغة: طين ووحل كثير أهـ نهاية.
(٩) يصدق ويبعد عن الذم ويجتنب الغيبة والنميمة ويهجر الزور ويترك الباطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>