للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمَّا قام ليكبِّر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل على صاحبكم دينٌ؟ قالوا: ديناران، فعدل عنه (١) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: صلُّوا على صاحبكم، فقال عليٌّ رضي الله عنه: هما عليَّ (٢) يا رسول الله برئ منهما (٣) فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى عليه، ثمَّ قال لعلي بن أبي طالبٍ: جزاك الله خيراً (٤) فكَّ الله رهانك (٥) كما فككت رهان أخيك. إنه ليس من ميت يموت وعليه دينٌ إلا وهو مرتهنٌ (٦) بدينه، ومن فكَّ رهان ميِّت فك الله رهانه يوم القيامة، فقال بعضهم: هذا لعليّ خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال: بل للمسلمين عامَّة (٧). رواه الدارقطني ورواه أيضاً بنحوه عن طريق عبيد الله الوصافي عن عطية عن أبي سعيد.

٢٩ - وروي عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازةٍ ليصلي عليها قال: هل عليه دين؟ قالوا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ جبريل نهاني (٨) أن أصلِّي على من عليه دينٌ، فقال: إن صاحب الدين مرتهنٌ (٩) في قبره حتى يقضي عنه دينه. رواه أبو يعلي، والطبراني، ولفظه قال:

كنَّا عند النبي صلى الله عليه وسلم: فأتى برجل يصلِّي عليه، فقال: هل على صاحبكمْ دينٌ؟ قالوا: نعمْ. قال: فما ينفعكمْ أن أصلي على رجلٍ روحه مرْتهنٌ (١٠) في قبره لا تصعد روحه (١١) إلى السماء، فلوْ ضمن (١٢) رجلٌ دينه قمت، فصلَّيت عليه، فإن صلاتي تنفعه.


(١) بعد عن الصلاة.
(٢) أنا أدفعهما وفاء لدينه.
(٣) خلصت ذمته منهما وطهرت.
(٤) أحسن الله إليك وأعطاك الخير.
(٥) أطلقت من أسر العذاب.
(٦) محبوس في النار.
(٧) الثواب يشمل كل من فك عسر مسلم وأزال عنه حقوق دينه وأتمه ووفاه قال تعالى (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ٤٩ وأن عذابي هو العذاب الأليم) ٥٠ من سورة الحجر، وقال تعالى (وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا) ٨٨ من سورة الكهف.
أي فعلة الحسنى (من أمرنا) مما نأمر به (يسرا) سهلا ميسرا غير شاق.
(٨) في أول الرسالة امتنع صلى الله عليه وسلم من الصلاة ترهيبا للذي يأخذ ولا يفي وستجد بعد ذلك أن هذا النهي زال.
(٩) محبوس لا يذهب إلى نعيم الجنة حتى يؤدي عنه دينه.
(١٠) مرتهن كذا ط وع ص ٥٩٢ وفي ن د مرتهنة.
(١١) لتسمو إلى أعلى فتشعر بنعيمها ومرافقة الأبرار الصالحين.
(١٢) تعهد بالوفاء عنه. ترغيب منه صلى الله عليه وسلم في زيادة أجر المحسنين الذين يؤدون حقوق الله عن أصحابهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>